رغم شخصية “خميس الحانوتى” التى قدمها الفنان إسماعيل ياسين فى فيلم “حماتى ملاك” أواخر خمسينات القرن الماضى، وخفه الدم التى كان يتمتع بها “خميس” ومساعده “غزال”، إلا أن مجرد سماع كلمة “الحانوتى” أو جنازة، يجعل قلوب البعض تنقبض.
ورغم تردد البعض فى قبول هذه المهنة، إلا أن مجموعة من الشباب قرروا توظيف التكنولوجيا الحديثة، وإطلاق موقع “FuneralEG” المتخصص فى إتاحة خدمات لأسرة المتوفى.
وبكل سهولة يستطيع مندوبون عن أهل المتوفى، توفير المغسل والكفن وترتيب مراسم الجنازة، وغيرها من الخدمات الأخرى التى قد تكون ثقلاً كبيراً على عاتق أهل المتوفى، مقابل عمولة قدرها 1500 جنيه. كما يستهدف الموقع التوسع فى الإسكندرية خلال العام المقبل.
ويتطلع لجذب استثمارات قدرها 750 ألف جنيه كمرحلة أولى، لكن أخطر ما يواجههم هو فتاوى التحريم غير الرسمية، وقد طلبوا فتوى حاسمة من دار الإفتاء المصرية.
قال إيهاب مالك، الرئيس التنفيذى لـ”FuneralEG”، إن الموقع يوفر العديد من الخدمات لأهل المتوفى، منها إنهاء إجراءات وحجز قاعات، وهذه الإجراءات قد تشكل عبئاً كبيراً على أسرة المتوفى، وتحدث أحياناً مشاكل كثيرة عند الترتيبات، مضيفاً أنه بحث كثيراً عبر مواقع الإنترنت عن مواقع خاصة بتقديم هذه الخدمات فى مصر.. لكنه لم يحصل على أى نتيجة غير موقع “الوفيات” فقط، لذلك قرر إطلاق موقع متخصص فى هذه الخدمات بمصر.
وحول سر اختيار اسم “FuneralEG”، أوضح أنه ترجمة لكلمة “جنازة” باللغة الإنجليزية، وهى أكثر كلمة معبرة عن الخدمات التى يقدمها الموقع لعملائه.
أضاف مالك أن “FuneralEG”، يقدم خدمات تغسيل الرجال والنساء، وتكفين الموتى، ونشر نعى فى الصحف، وتجهيز الجنازات، وحجز دار مناسبات، وتوفير سيارات لنقل جثمان المتوفى إلى مثواه الأخير.
ويسعى “FuneralEG” لتوفير سيارات وتجهيزها بالورود فى تشييع الجنازة، لتكون أشبه بعربات جنازات الجيش والشرطة.
كما يعتزم تقديم خدمات أخرى جديدة بمكان الدفن كتزيين المقبرة بالورود، وتهيئتها لاستقبال المعزيين، ووضع علامات داخل المقابر لإرشاد المعزيين لمكان الدفن، بالإضافة إلى توفير “بوستر” خاص بالمتوفى.
كما يسعى لتوفير المشروبات الساخنة، وزجاجات المياه داخل مكان الدفن، مضيفاً أن “FuneralEG” يسعى أيضاً لتوفير الهدايا التى يقوم أهل المتوفى بتوزيعها، كالمصاحف و”السبح” و”دبابيس” عليها صورة للمتوفى، ووضع “بوستر” للمتوفى فى دار المناسبات، مؤكداً أنه يسعى لتوفير الجو الأوروبى فى الجنازات المصرية.
وسيبدأ “FuneralEG” بتقديم خدماته للمسلمين كمرحلة أولى خلال الشهرالمقبل.
ويدرس فريق عمل الموقع حالياً الديانة المسيحية وما تتطلبه الجنازة، والتجهيزات اللازمة لها، مشيراً إلى أن دور العبادة المسيحية هى التى تقوم بالأمر من بدايته حتى نهايته، وهو يسعى لتوفير خدماته للمسيحيين بنهاية العام الحالي.
ونفى مالك، مواجهته أى منافسة فى السوق المحلي، موضحاً أن موقع “الوفيات” يعتبر مكملاً لـ”FuneralEG”، وليس منافساً له.
وهو يدرس خطوة التعاون والتنسيق مع “الوفيات” خلال العام الحالي، إذ يقوم “الوفيات” بنشر النعى والتشاطر، بينما يتولى “FuneralEG” الخدمات الأخرى.
وعن الأسعار، قال مالك إن دور المناسبات تحصل على متوسط أسعار 3 آلاف جنيه، بينما سيحصل “FuneralEG” على مبلغ لا يتعدى الـ1500جنيه على جميع الخدمات التى سيقدمها لأهل المتوفى من تغسيل وتكفين إلى ترتيب الجنازة وغيرها.
وقال إن الموقع متعاقد مع رجل وسيدة يمتهنان التغسيل، واثنين من المقرئين، منتظراً رد فعل عملائه على الخدمات المقدمة، حتى يتسنى له التوسع والتعاقد مع مغسلين ومقرئين آخرين خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن “FuneralEG” سيقدم خدماته بالقاهرة الكبرى، مستهدفاً تغطية جميع المحافظات، خصوصاً الإسكندرية خلال 2016.
أما عن التوسع خارج مصر، فأكد مالك أن الخدمات التى يقدمها من الصعب تقديمها خارجياً.
ويسعى الموقع لتوجيه العملاء لاستخدام التكنولوجيا فى أدق تفاصيل حياتهم، وتحويل الجنازة من حالة بكاء وعويل إلى مناسبة، مؤكداً أنه يتنظر الرفض للفكرة من المجتمع فى بادئ الأمر.. ولكنه لن ييأس وسيستمر فى نشرها وجذب عملاء.
وأشار إلى أن الخدمات التى يقدمها، “FuneralEG” لن تقدم لجميع المناطق فى بادئ الأمر.. فهى موجهة للطبقة الراقية أولاً، نظراً لاختلاف تفاصيل تشييع الجنازة بين الطبقتين الراقية والشعبية. فالطبقه الراقية، يمكن أن تتقبل فكرة عرض “بوستر” للمتوفى واستخدام سيارات فارهة بجانب الورد فى تشييع الجنازة، مشيراً إلى أنه سيبدأ بمنطقتى المعادى ومصر الجديدة كمرحلة أولى.
وأكد أن فريق العمل هو القائم بجميع تكاليف المشروع منذ بدايته حتى الآن، متطلعاً لجذب مستثمرين لضخ استثمارات بالشركة، حتى يتسنى له التوسع والانتشار وتقديم خدمات بأعلى جودة.
كما يستهدف الحصول على استثمارات قدرها 750 ألف جنيه كمرحلة أولي، كاشفاً تفاؤله للتعاون مع موقع “الوفيات” وهو ما سيجذب العديد من العملاء له خلال الفترة المقبلة.
ويتطلع لإنشاء دار مناسبات خاصة بـ”FuneralEG” حال الحصول على الاستثمار المناسب.
وقال مالك إنه رغم حداثة الفكرة وجرأتها، وعدم انتشارها فى السوق المحلي، إلا أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور العديد من المواقع المماثلة الأخرى.
وحول التحديات التى تواجه “FuneralEG” فى السوق المصرى، أكد أن حداثة الفكرة فى السوق المصرى قد تتسبب لهم العديد من التعقيدات أهمها تحريم البعض للفكرة عبر فتاوى غير رسمية، مشيراً إلى أنه يعتزم التواصل مع بعض الفقهاء فى دار الإفتاء للتأكد من عدم حرمانيتها.
وتوجد صعوبة أخرى، وهى أن يواجه رفضاً تاماً من المجتمع.
وجرأة الفكرة يواجهها صعوبة فى تكوين فريق العمل، بالإضافة إلى الحصول على الاستثمارات وجذب مستثمرين.
ويعتبر التعاون مع دور المناسبات وعدم مرونتها فى التعاون من أهم التحديات التى تواجه “FuneralEG”.








