– مقبلتش طلب الإضافة ليه يا عزب؟
– يا باشا مش انت اللى لغيت الإضافة من عندك.. احنا حبايب من غير فيس ولا حاجة
– ماشى يا عزب.. أنا بحبك والله
– وأنا كمان والله ومن غير حلفان كمان
طبعا بينى وبين نفسى كنت كل فترة بدخل على صفحته الشخصية أتابع بوستاته القصيرة الرشيقة الكلمات الهادفة فى معانيها ورسالتها، وما زالت إحداها محفورة فى قلبى وعقلى، كان يقص علينا فيها حكاية والدته فى الحياة، ربنا يربط على قلبها ويصبرها لتكون من المؤمنين بقضاء الله الذى لا مفر منه.
لو كتبت كلمات عزاء أو رثاء لن توفيك حقك أو تعبر عن فجعيتنا فى وفاتك يا بدوى، علشان كده أنا بنقل البوست اللى كتبته عن والدتك العظيمة، لعلك تكون قدوة لينا فى برك بوالدتك وحبك لأهلك ويجعل المحبة دى شفاعة ليك عند ربنا يوم القيامة.
الحاجة أم أشرف “أمى”
أنا إبن لسيدة ريفية أمية رصيدها حب واحترام وتقدير لكل من رآها أو عاملها أو حتى قابلها صدفة.. أم لخمسة أطفال ترملت وهى سنها 22 عاما بعد رحيل والدى عن عمر 35 عاما إثر حادث.
عكفت وكافحت لتربيتنا فى ظل ظروف أشبه بالمستحيل كنت أراقبها فى أحلك الظروف لأرى ماذا تفعل وهل هى أم عادية؟ أم أنها إمرأة حديدية تحدت الظروف لتعلمنا فكيف لا أعشقها وهى ترى عمرها يمر السنة تلو الأخرى وهى تعافر ولا تشتكى ولا تئن من ويلات الحياة حتى بعد أن نضجنا لم تطالبنا بالخروج للعمل وترك الدراسة وكانت تقول عاوزة أشوف ثمرة تربيتى.. ورغم أن معاناتها كانت تأكل كبدى وتنهش صبايا.. كنت أقول لنفسى سأقاتل الظروف وأصبح شيئا لأجلها وكيف وهى تقدم لنا زهرة شبابها من أجل أن ترانا فى أحسن حال.
يا أمى ماذا أفعل لكى وماذا أقدم حتى أفى ولو بجزء من تضحياتك، يا أمى وجعك يقتلنى وأنينك الصامت يجتز عروقى يا حبيبة كل العمر أحبك.. الكل يحبك ويجل مقامك ويشتهى الحديث معك حتى لو دقائق معدودة.. يا قلب القلب يا من لو جمعت ما فى معاجم اللغة لن أجد كلمة تليق بسموك وتصف حنانك.. يا نبض الرحمة يا نسمة القلوب أحبك ولا أتمالك نفسى من البوح بحبك.
يا أمى كيف لى أن أقول ما بصدرى لكى وسيقولون إنه يمدح أمه، فهم معذورون لا يعرفون من هى الحاجة أم أشرف.
اسألوا القاصى والدانى وسيخبركم من هى، فكلماتى ستكون مجروحة إن كانت تقال لأم عادية، ولكن سأكررها دوما ودائما ما دامت الأنفاس فى صدرى يا مقلة العيون.. أخبروها أنى لو خيرت بين جنة الأرض وهمسات فى حضنها والله ما فكرت ولا ترددت برهة، القلب فى ثناياكى يصمت والحب فى وجودك يخجل.
اللهم اجعلها نورا يضئ حياتى ومهد أصبو إليه ويرعاكى يا أغلى وأنقى ما فى حياتى ويبعد عنك كل مكروه ويعافيكى يارب العالمين.
انتهت كلماتك يا صديقى، وبقى أن ندعو الله أن ينزل عليك رحماته ويسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وينزلك منزلة الشهداء والصالحين جزاء وفاقا لما صبرت على مرضك وابتلاء الله لك.
بالمناسبة هيوحشنى منك ندائك الشهير لى: “يا عزب أفندى”، لحد ما أسمعها منك يوم لما نتقابل فى جنة الخلد حيث لا موت ولا فراق بإذن الله رب العالمين.








