حتى كتابة هذه السطور لا أصدق أن بدوى قد فارقنا.. شريط سريع يمر أمام عينى منذ قدم إلى الجريدة فى 2012، العديد من الذكريات والمواقف المشتركة.
فتحت الماسنجر وقرأت المحادثات بينى وبينه وتصفحت الصور المشتركة كلها كانت تشع بالبهجة والضحك والسعادة.. كلها كانت تقول وتخبرنا كما يقول المثل الشعبى “ابن موت”.
“ابن موت” هذا فى التراث الشعبى هو ذلك الشاب الذى يموت فى ريعان شبابه لا يختلف على محبته فرد، يحصل على أقصى قدر من السعادة له ولمحيطه وكأنه يعلم أنه سيفارق عن قريب.
بدوى كان ذلك.. كان يسعى ويمنح محيطه أقصى قدر من البهجة والسعادة، يدخل صالة التحرير يلقى هاتفه بطريقته المعتادة، ينادى عليك باسمك مزدوجا عبدالرازق ياشويخى، يسخر من كل شىء فى محيطه كأنه يعلم أنه سيفارق الى مكان أجمل عند الله.
فى 2012 ذات مساء متأخر وجدته يشكو الضيق، شكا لى التحديات التى يواجهها طلبت منه الصبر والإصرار وقد كان له النجاح فى قطاعه بتوفيق من الله أصبح أهم صحفى فى قطاع العقارات، قدرته على الاسيتعاب كانت كبيرة ونسج العلاقات فائقة كأنه يعلم أنه سيفارق.
كان يوم الخميس هو اليوم المفتوح للصحفيين فى جريدة البورصة نجلس نحكى نلتقط أنفاسنا من حالات الاستكتاب التى قد تصاحب أحدنا يأتى بدوى ويلقى إفيهاته الساخرة كل من فى الصالة يضحك ينظر إليه مبتسما.
كان بدوى يدور فى صالة التحرير مصافحا للجميع وحتى يصل إلى أحد الزملاء الذين ربما يكون قد ألقى إفيها ساخرا قد حز فى نفسه يقف بجوارك ساكتا واضعا يده على كتفك ويقول ازيك يا عبدالرازق يا شويخى تنظر إليه لا يسعك إلا الضحك والابتسامة من كل قلبك ليتركك ويذهب إلى صديق جديد فى الصالة وهكذا.. كان يوم الخميس يعد يوما قليل العمل لدينا من حلاوته لا تفكر تغادر تلك الجلسات إلا فى حال غياب بدوى شلبى.
نغادر مكتب الجريدة نراه جالسا على القهوة ومبسم النرجيلة فى فمه ولد يا “دروجبا” كرسى للبيه وحاجة ساقعة تجعل كل الجالسين فى القهوة يضحكون ولا يسعك إلا أن تجالس “بدوى بيه” حبا فيه واختلاسا للحظات حلوة من تعب الحياة.
رحمك الله يا بدوى.. وغفر لك، أوجعنا رحيلك وقد وصل الدرس.. كلنا مفارقون فأحسنوا الصحبة فلا شىء يستحق.