فى أبريل 2018، تشرفت بالانضمام لفريق عمل جريدة البورصة، بعد غياب طويل عن السوق المصرى، كانت التحدى مختلفاً بالنسبة لى بحكم أنها جريدة اقتصادية متخصصة، وأنا صحفى رياضى، ومن الطبيعى ومهما تراكمت الخبرات لدى أى شخص فإنه يبدأ فى التعرف على الفريق الذى ينضم إليه، قد يحتاج ذلك بعض الوقت، لكن بدوى شلبى قصر لى كل هذه المسافات واختصر الوقت، فى خلال أيام قليلة أصبحنا مقربين، نبدأ يومنا معاً بالإفطار والجلوس معاً على المقهى، ونختم يوم عملنا بالوضع ذاته.
بدوى شلبى هو صانع البهجة فى المكان، ما إن يدخل صالة التحرير، تجد حالة السكون قد تلاشت، وضجَّ المكان بالضحك، لا يترك أحداً إلا ودخل معه فى حديث باسم، الجميع يتقبله منه، قبل أن يبدأ يوم عمله الذى كان يتقنه، حتى صار له صيته فى قطاع صحافة العقارات، وشهد الجميع بنبوغه فيه، فهو نموذج حقيقى؛ لأن العمل الجاد والتميز، لا يعنى أننا لا نأخذ الأمور ببساطة، ونتبادل الود والضحك، وهو الصغير الذى تستمع إلى نصائحه، ويقدم لك الدعم ويمنحك الدوافع، ويحذرك من المخاطر ويعينك وقت الشدائد.
رحم الله بدوى شلبى، وأعان محبيه وعائلته على فراقه، فقد كان صاحب كاريزما عجيبة، وكأنه كان يريد أن يأخذ حظه من الدنيا قبل أن يرحل سريعاً، تاركاً ذكرياته الجميلة، التى تجعله خالداً فى أذهان كل من عاملوه، كان نقياً صريحاً واضحاً، مهما كتبت عنه لن أعطيه ولو قليلاً من حقه، ويكفى أن أى حديث عنه يدور عن الذكريات المبهجة واللحظات التى رسم فيها الضحكات على شفاهنا.. رحمك الله يا بدوى وجمعنا بك على خير إن شاء الله.








