تواجه منتجات المكرونة والدقيق المصرى منافسة كبيرة فى الأسواق الأفريقية بعد السماح بتصديرها مؤخرًا، بعد عدة شهور من حظر التصدير.
وتأتى المنافسة الشرسة من المصدرين الأتراك والإيرانيين والهنود.
وكانت مصر قد حظرت تصدير عدد من السلع الغذائية إثر اضطراب الأسواق نتيجة الغزو الروسى لأوكرانيا، ومن بين تلك السلع الدقيق والمكرونة، قبل أن تسمح بتصديرها مجددًا الأسبوع الماضى. بعد حظر تصديرها عدة شهور.
وقال أحمد السباعى، المدير العام للشركة المصرية السويسرية للمكرونة، إنَّ تكلفة صناعة المكرونة ارتفعت؛ بسبب ارتفاع تكلفة التشغيل، وكذلك أسعار القمح بعد خروج أوكرانيا من السوق العالمى، وهى كانت تغطى حصة سوقية مؤثرة.
وأضاف «السباعى» لـ«البورصة»، أن الشركة اتجهت لاستيراد القمح من أسواق جديدة لم تكن تعتمد عليها فى السابق.
وأوضح أن الدول التى لجأت الشركة للاستيراد؛ منها هى روسيا، وفرنسا، وبلغاريا، ورومانيا، والبرازيل، وبولندا.
وتطرق «السباعى»، إلى أن الفترة السابقة التى شهدت حظر تصدير المكرونة والدقيق، تسببت فى توجه المستورد الأفريقى للبديل التركى الذى غزا تلك الأسواق بقوة، ما صعَّب على المنتج المصرى فرصة العودة مجدداً، ولكنها ليست مستحيلة.
وأشار إلى أن متوسط صادرات الشركة المصرية السويسرية من الدقيق يبلغ نحو 10 آلاف طن، وتوقف صادرات الشركة، خلال الفترة الماضية، أثر على الحصة السوقية للمنتج فى الأسواق الأفريقية.
وذكر «السباعى»، أن اعتماد أسواق جديدة لاستيراد القمح خلال الاشهر الماضية خلق وفرة داخل السوق المصرى، لذلك العودة للتصدير مرة أخرى لن تؤثر على المعروض بالسوق المحلى.
وقال محمد سعيد، العضو المنتدب، نائب رئيس مجلس إدارة شركة أفرى فيجين للاستيراد والتصدير، إنَّ هناك العديد من المنافسين نجحوا فى دخول السوق الأفريقى، واقتناص حصة المنتجات المصرية هناك خلال فترة حظر تصدير المكرونة والدقيق.
وأشار إلى أن الشركة، خلال الفترة الماضية، اتجهت لتدبير احتياجاتها من القمح من الأسواق الفرنسية والألمانية والبلغارية، وتسبب خروج أوكرانيا من السوق العالمى فى ارتفاع أسعار القمح بمعدلات تتراوح بين 60 و%65.
وأوضح «سعيد»، أن المنتج التركى يعتمد على مكون محلى بنسبة أعلى من المنتج المصرى، وهو ما يمنحه ميزة سعرية، كما أن السوق التركى أقرب من ناحية المسافة من مناشئ القمح، وهى ميزة أخرى تدعم تكلفة الصناعة لديه بجانب الدعم الحكومى للصادرات.
وذكر أن النجاح الذى حققه منتجو ومصنعو الدقيق والمكرونة خلال العشرين عاماً الماضية، تأثر سلباً خلال شهور حظر التصدير.
قال «سعيد»، إن من بين الصعوبات التى ستواجه المنتج المصرى فى السوق الأفريقى، هو تخوفه من فقدان المنتج المصرى بشكل مفاجئ كما حدث فى السابق، وهو ما سيجعله يعدد من مصادر حصوله على المكرونة تجنباً للأزمات.