يستغل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ، الزيادة المتوقعة في الإنفاق من قبل السياح الدوليين بعد رفع قيود السفر الخاصة بكوفيد-19 ، باعتبارها فرصة للتأكيد على الجوانب الإيجابية للين المتداعي.
قدر خبراء الاقتصاد أن إنفاق السياح الأجانب السنوي يمكن أن يتجاوز الهدف السنوي للحكومة البالغ 5 تريليونات ين (أي ما يعادل 35 مليار دولار) وهو المستوى الذي من شأنه أن يساعد في تعويض التكاليف المرتفعة للأغذية والطاقة المستوردة التي أدت إلى اتساع العجز التجاري لليابان.
قال كيشيدا في مقابلة أجراها مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الأسبوع الماضي: “نحن بحاجة إلى إعداد تدابير مختلفة لتعظيم فوائد ضعف الين من خلال تشجيع السياحة الداخلية وإعادة تعزيز أوضاع الشركات والصادرات”.
يعد تغيير الرواية الاقتصادية القاتمة المحيطة بانخفاض الين، أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لكيشيدا، الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.
رفعت اليابان جميع قيود السفر المتبقية، التي كانت مفروضة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا، تقريباً في 11 أكتوبر، وألغت متطلبات التأشيرة للسياح الأفراد وسقف دخول 50 ألف زائر أجنبي يومياً.
يذكر أن هدف الحكومة للإنفاق السياحي السنوي البالغ 5 تريليون ين أعلى قليلاً من المستوى المسجل في عام 2019 عندما زار اليابان 31.8 مليون مسافر دولي.
قالت يوريكو تاناكا، الخبيرة الاقتصادية في “جولدمان ساكس”، إن الاستهلاك الوافد قد يصل إلى 6.6 تريليون ين سنوياً إذا عاد السياح الصينيون إلى اليابان، كما تتوقع في الربع الثاني من عام 2023 على أقرب تقدير.
لا شك أن مثل هذه العودة ستتطلب تحولاً كبيراً في نهج الحكومة الصينية الصارم لعدم تفشي كوفيد، والذي يتضمن قيود مشددة على السفر إلى الخارج.
كذلك، استحوذت الصين على حوالي ثلث الزوار الأجانب لليابان عام 2019.
أوضحت تاناكا، أن صافي الربح من السفر الدولي سيبلغ نحو 4.3 تريليون ين ياباني، عند الوضع بعين الاعتبار الإنفاق الخارجي من قبل المواطنين اليابانيين الذين يسافرون إلى الخارج.
وأفادت أن “هذا المبلغ ليس كبيرًا بما يكفي لتعويض العجز الكبير في تجارة السلع اليابانية بالكامل، لكنه أكثر من كافٍ لتعويض عجز الحساب الجاري البالغ تريليون ين الذي نتوقعه لعام 2023”.
في الوقت نفسه، يعتقد فوميكو كاتو، الرئيس التنفيذي لشركة “دبليو أميزينج”، وهي شركة تقدم خدمات للسياح الأجانب في اليابان، أن وصول السياح قد يكون له جانب سلبي مع زيادة القوة الشرائية حديثاً.
وحذر كاتو، من أن إنفاق الزوار قد يرفع الأسعار في المناطق السياحية الشعبية، مما يضغط على السكان المحليين، و”قد يشعر السكان المحليون بأنهم مضطهدون من قبل السياح الأجانب”.