مصطفى: غياب المستورد أجبر المستهلكين على استخدام المحلى
العطار: ارتفاع الدولار زاد أعباء التكاليف بسبب استيراد الخامات الأولية
“العربى الأفريقى”: عائدات التصدير أكبر داعم لأداء “أبوقير للأسمدة”
شعبان: 2022-2023 شهد إيرادات تاريخية لشركات الأسمدة
تسببت تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا، فى ارتفاع أسعار الأسمدة واليوريا عالميًا، بجانب تعطش السوق، ووجود طلبات استيراد من عملاء روسيا الذين عانوا من صعوبة الحصول على المنتجات الروسية خلال الشهور الماضية.
ارتفعت الطاقات الإنتاجية بالمصانع المصرية إلى مستويات بين 80% و100%، كما أصبح هناك طلبًا على المنتجات المحلية مع غياب المستورد نتيجة الأزمة فى توفير الدولار والعملات الأجنبية.
قال صبرى مصطفى، المدير التنفيذى لشركة سيماداك لصناعة الأسمدة، إن زيادة الاعتماد على الخامات المحلية ساهم فى زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع بنسبة 30% خلال آخر 6 شهور.
تابع أن المصنع يعمل حالياً بما يصل إلى 80% من الطاقة الإنتاجية، حيث يقدر متوسط قيمة الإنتاج الشهرى من 10 إلى 12 مليون جنيه.
أضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية ساهمت فى تقليل الاعتماد على الأسمدة المستوردة؛ نظراً لاعتبار روسيا من أكبر الدول التى تصدر الأسمدة، مضيفًا أن السائد محليًا تفضيل الاعتماد على الأسمدة المستوردة، إلا أنه مع ارتفاع أسعارها وعدم توافرها دفع ذلك للاعتماد على المصانع المحلية مما أحدث انفراجة لدى شركات الأسمدة المحلية.
تابع أن شركات الأسمدة بدأت تتوجه نحو الخامات المحلية التى تنتجها مصانع الأسمدة الكبرى مثل الأسمدة الأزوتية التى تصنع محلياً، مما ساهم فى انخفاض الاعتماد على الخامات المستوردة بنسبة 35% لوجود بدائل محلية.
أشار إلى أن أسعار الخامات المحلية شهدت ارتفاعات بنسبة 300% منذ بداية العام مثل الفوسفوريك الذى بلغ سعره 60 ألف جنيه للطن.
لكنه أكد أن هناك خامات أساسية لا يمكن تصنيعها محلياً؛ نظراً لاستخراجها من مناجم فى الصين مثل “اللمبادا” التى تعد من الخامات الأساسية المطلوبة فى التصنيع ، مضيفاً أن “اللمبادا” شهدت ارتفاعات سعرية مدعومة بارتفاع الدولار ليسجل الطن حالياً 50 ألف جنيه مقابل 10 ألف جنيه فى بداية العام الحالى.
قال معاوية العطار، مدير التسويق لشركة جرين ماتريكس انترناشونال للمخصبات الزراعية والأسمدة، إن الشركة تمتلك 3 خطوط إنتاج، وخلال الفترة الماضية وصلت نسب تصدير الإنتاج إلى 80% مما ساهم فى استهداف الشركة خلال الفترة القادمة ضخ استثمارات جديدة بهدف مضاعفة الإنتاج لتغطية حجم الطلب التصديرى الجديد.
تابع أن أغلب الخامات المستوردة تعد خامات أولية لا يوجد لها بديل داخل السوق المحلى؛ لذلك أدى ارتفاع الدولار إلى زيادة التكاليف، لكن توجه الشركات نحو زيادة التصدير أدى لإنعاش إيرادات القطاع.
استكمل أن أهم الأسواق التصديرية لشركة تتمثل فى دول ليبيا والسودان؛ نظراً لأنها دول تمتاز بتربة زراعية ذات مواصفات جيدة ومساحات زراعية واسعة ما أدى لزيادة الطلب على استيراد الأسمدة والمبيدات.
أردف أن الشركة تفضل الاعتماد على التصدير بسبب ارتفاع الكميات المطلوبة حيث تشمل أقل حاوية يتم تصديرها نحو 30 طنا، مقارنة مع السوق المحلى الذى يتفاوت كميات طلب العملاء به من 2 إلى 3 أطنان فقط.
وذكرت بحوث شركة العربى الأفريقى الدولى لتداول الاوراق المالية، أن شركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية ستستفيد من استمرار تخفيض قيمة العملة المحلية، من خلال عائدات التصدير.
أوضح تقرير بحثى للشركة حصلت “البورصة” على نسخة منه، للشركة أن “أبوقير للاسمدة” حققت أرباح فاقت التقديرات بالربع الثالث من العام المالى الماضى، حيث سجلت أرباحًا بقيمة 5.7 مليار جنيه بنمو سنوى 52%، نتيجة لارتفاع الإيرادات.
ورجح التقرير أن يكون الارتفاع متعلقًا بالمكاسب من فروق أسعار العملات الأجنبية خلال الشهور الثلاثة المنتهية فى مارس الماضى، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 44% على أساس سنوى لتصل إلى 17.3 مليار جنيه، نتيجة لارتفاع أسعار اليوريا وزيادة الصادرات.
وبحسب التقرير من المتوقع أن تسير أسعار اليوريا فى مسار هابط من 413 دولارًا أمريكيًا للطن إلى 363 دولارًا أمريكيًا للطن بحلول العام المالى 2026-2027، على أن يكون متوسط سعر إمدادات الغاز الطبيعى 4.25 دولارًا أمريكيًا / مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 5 دولارات أمريكية لكل مليون وحدة حرارية بريطانية سابقًا.
كما توقعت “بحوث العربى الأفريقى”، أن تنمو أرباح الشركة بنسبة 69% بنهاية العام المالى 2022-2023، على أن تستمر فى تحقيق نمو إيجابى على مدار السنوات الخمسة المقبلة.
قالت شركة مباشر لتداول الأوراق المالية أن شركة أبوقير للأسمدة تعمل على توريد معظم إنتاجها من نترات الأمونيوم، إلى وزارة الزراعة المصرية بالأسعار المدعمة وذلك وفاء بالتزام الشركة تجاه تزويد السوق المحلية بحصة معينة، أما اليوريا بنوعيها العادية والمحببة، فمعظم الإنتاج منها يتم تصديره والباقى يتم بيعه بسعر السوق الحر.
أضاف التقرير أن إيرادات مصنع إنتاج اليوريا المحببة التابع للشركة زادت بنسبة 59% على أساس سنوى لتصل إلى 7.51 مليار جنيه فى الشهور التسعة الأولى من العام المالى الماضى، حيث ساهم بنسبة 43% من إجمالى إيرادات الشركة خلال تلك الفترة مقابل 39% فى الفترة المقابلة.
كما نمت إيرادات مصنع إنتاج نترات الأمونيوم بنسبة 14% على أساس سنوى إلى 2.71 مليار جنيه فى الشهور التسعة الأولى من العام المالى الماضى، حيث ساهمت بنسبة 16% من إجمالى إيرادات الشركة خلال تلك الفترة مقابل 20% فى الفترة المقابلة.
توقعت أمانى شعبان، المحلل المالى بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن تعود أسعار اليوريا العالمية لمعدلاتها الطبيعية على المدى الطويل، مما يجعل المعادلة الجديدة فى صالح الشركة.
أوضحت أن ارتفاع أسعار اليوريا العالمية، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه، ساعد شركة أبوقير للأسمدة على تحقيق أداء قوى فى العام المالى الماضى، حيث سجلت الشركة أعلى إيرادات على الإطلاق خلال أول 9 شهور بقيمة 17.3 مليار جنيه بنمو 44% عن العام السابق.
واضافت أن أبوقير للأسمدة تمكنت من الحفاظ على هامش مجمل الربح عند مستوى 62.5% بعد تطبيق المعادلة الجديدة التى تربط أسعار الغاز الطبيعى بأسعار اليوريا العالمية.
وفى سياق متصل، أوضحت شعبان أن شركة مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو شهدت تغيرات كبيرة فى نموذج عمل ونسب مبيعاتها المحلية والعالمية نتيجة التغيرات فى هيكل ملكيتها. وتغير هيكل المساهمين فى الشركة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث باعت الحكومة المصرية حصصاً بلغت 25% و20% لصندوق الاستثمارات العامة السيادى السعودى والسيادى الإماراتى مع هذه التغييرات الهيكلية.
تابعت أن مزيج إيرادات الشركة أصبح يميل نحو السوق المحلية ومع ذلك، تعتقد أن تخفيض قيمة الجنيه مع التذبذب بأسعار اليوريا العالمية، سيساعد موبكو فى مواجهة التغير فى مصادر الإيرادات.
وأضافت أن صافى ربح شركة موبكو فى عام 2022 ارتفع بنسبة 51% على أساس سنوى إلى 7.2 مليار جنيه، بفضل ارتفاع الإيرادات بنسبة 84% على أساس سنوى إلى 18.8 مليار جنيه.
وأوضحت أن هذه القفزة فى الإيرادات، تعود بشكل رئيسى إلى ارتفاع إيرادات التصدير والتى ارتفعت بنسبة 87% على أساس سنوى إلى 13.3 مليار جنيه، بسبب ارتفاع أسعار اليوريا العالمية إلى متوسط بلغ 790 دولار للطن.
وتوقعت شعبان وصول حجم مبيعات اليوريا المصدرة إلى 866 ألف طن خلال كل عام من الأعوام الخمسة القادمة.
كتبت – إشراق صلاح الدين