تشهد تجارة القهوة العالمية تغيّرًا محتملًا مع اقتراب دخول رسوم جمركية أمريكية مشددة على واردات القهوة البرازيلية حيّز التنفيذ، في خطوة يُتوقّع أن تدفع المصدّرين إلى إعادة توجيه الشحنات نحو أسواق بديلة، وعلى رأسها الصين.
وتستعد واشنطن لفرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات القهوة البرازيلية اعتبارًا من 6 أغسطس، في إجراء يثير مخاوف من اضطرابات في سلاسل التوريد، نظرًا لاعتماد الولايات المتحدة على نحو 8 ملايين كيس سنويًا، ما يجعلها سوقًا محورية لمنتجي البن في البرازيل.
وقد وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أمرًا تنفيذيًا فرض بموجبه رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50% على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية، مبرّرًا قراره بـ”التهديد غير العادي والاستثنائي الذي تُشكّله البرازيل على الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
وتُعدّ الولايات المتحدة أكبر مستهلك للقهوة في العالم، بمتوسط استهلاك سنوي يُقدَّر بنحو 25 مليون كيس، تستورد نحو ثلث هذا الحجم من البرازيل، ضمن تبادل تجاري ثنائي بلغت قيمته 4.4 مليار دولار خلال الأشهر الاثني عشر المنتهية في يونيو.
ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه المصدّرون إلى تقليص الأثر المحتمل على السوق الأمريكية، وسط توقّعات بأن تتحوّل كميات متزايدة من البن البرازيلي نحو الصين ودول أخرى لا تفرض قيودًا مماثلة.
وتشهد الصين نموًا سريعًا في استهلاك القهوة، كما تُعدّ البرازيل المورّد الرئيسي لها، إذ صدّرت إليها 538 ألف كيس في النصف الأول من عام 2025، وفقًا لبيانات جمعية المصدّرين “سيسافيه”.
ويُظهر قطاع الصناعة أن استهلاك القهوة في الصين نما بنسبة تقارب 20% سنويًا خلال السنوات العشر الماضية، فيما تضاعف استهلاك الفرد من القهوة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ومن المرجّح أيضًا أن تتّجه كميات إضافية من القهوة البرازيلية نحو الاتحاد الأوروبي، حيث لا تُفرض عليها أي رسوم جمركية، بحسب لوجان أليندر، رئيس قسم القهوة في شركة Atlas Coffee Club الأمريكية للتحميص والتوزيع.
ويرى خبراء التجارة أن بعض المصدّرين سيحاولون التحايل على التعريفات الجديدة من خلال إرسال شحنات القهوة البرازيلية إلى دول أخرى أولًا، ومنها إلى الولايات المتحدة، ما سيُضيف تكاليف لوجستية محدودة لكنه سيُقلّل من أثر الرسوم الجمركية بشكل كبير.
وأشار عدد من التجّار إلى أن الشحنات التي تُغادر البرازيل قبل 6 أغسطس ستُعفى من الرسوم حتى 6 أكتوبر، ما يُوفّر نافذة زمنية محدودة يسعى المصدّرون لاستغلالها لتقليل الأثر المالي المتوقَّع.








