يُواجه مصنعو الأواني المنزلية تحديات كبيرة نتيجة تدفّق المنتجات المُهربة عبر الموانئ والمنافذ غير الرسمية، ما يُضعف قدرة المصانع المحلية على المنافسة العادلة داخل السوق.
ودعا المصنعون والغرف الصناعية إلى تشديد الرقابة الجمركية وتفعيل آليات فعالة لمكافحة التهريب، بهدف حماية الصناعة الوطنية وضمان جودة المنتجات المتداولة للمستهلك.
وفي السياق ذاته، أكد كامل الوزير، وزير الصناعة فى بيان مؤخرًا، على ضرورة تشديد الرقابة على الموانئ لمواجهة تهريب بعض المنتجات، وفي مقدّمتها أدوات المائدة المصنوعة من البورسلين.
وقال الوزير، إنه كلف مصلحة الجمارك ووزارة الاستثمار بوضع آليات صارمة للفحص والإفراج، بما يضمن حماية الصناعة الوطنية ومطابقة المنتجات المستوردة للمواصفات القياسية المصرية.
المهندس: المنتجات المهربة تضر بالصناعة المحلية وتفقد الدولة حقوقها الجمركية
وقال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن دخول أدوات المائدة والأواني المنزلية بشكل مُهرّب إلى السوق المحلي يمثل تحديًا يُواجه الصناعة، ويفقد الدولة حقوقها الجمركية، بالإضافة إلى الأضرار المباشرة التي تلحق بالمصانع الملتزمة بالقانون.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المنتجات المهربة – خاصة تلك المصنوعة من البورسلين أو المواد المشابهة – غالبًا ما تكون رديئة الجودة وغير مطابقة للمواصفات الفنية، وتُعرض بأسعار منخفضة لا تعكس التكلفة الحقيقية، ما يُحدث خللاً في المنافسة بالسوق المحلي.
وأشار إلى أن الغرفة رفعت عدة مذكرات إلى وزارة الصناعة بشأن إحكام الرقابة على المنافذ الجمركية، لاسيما في موانئ مثل بورسعيد ودمياط، بعد رصد دخول شحنات من الأدوات المنزلية دون المرور بالإجراءات الرسمية.
وذكر أن ضعف الوعي الاستهلاكي لدى بعض الشرائح يُسهم في رواج المنتجات المُهربة، في ظل ما وصفه بـ”عقدة الخواجة”، التي تفترض أن المنتج الأجنبي أفضل من المحلي، رغم أن كثيرًا من المنتجات المصرية تفوق نظيرتها المستوردة في الجودة.
وأكد أن كل منتج محلي يمر بمنظومة فنية متكاملة، تشمل فحص الخامات، والطلاء، والمطابقة الفنية للمواصفات، فضلًا عن وجود أكواد تعريف وأرقام تسلسلية لكل صنف، تتيح تتبع المصدر ومادة التصنيع، وهي عناصر تفتقر إليها المنتجات المهربة.
عابدين: تراجع الطلب بنسبة 80%.. والمصانع تبيع بسعر التكلفة
من جانبه، قال طارق عابدين، رئيس مجلس إدارة شركة عابدين للأواني المنزلية، إن تهريب منتجات الأواني المصنعة من الألومنيوم المطلي والجرانيت والبورسلين شكّل أزمة حقيقية، خاصة مع دخول كميات كبيرة منها من السوق التركي عبر المنافذ غير الرسمية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المنتج المحلي حاول الاستفادة جزئيًا من خلال خلق منافسة مع هذه المنتجات، لكن ارتفاع أسعار الخامات، وعلى رأسها الألومنيوم من شركة مصر للألومنيوم، بالإضافة إلى الزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات، أعاد الضغوط على الشركات.
وأشار إلى أن الطلب في السوق المحلي شهد تراجعًا بنسبة تصل إلى 80%، مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ضعف القوة الشرائية للمستهلكين، ما دفع العديد من المصانع، في ظل هذه التحديات، إلى تقديم عروض بيع بسعر التكلفة، لتصريف المخزون وتحقيق سيولة تشغيلية.
وأوضح أن الشركات العاملة في القطاع تُركز على الأسواق التي تربطها اتفاقيات تجارة مشتركة مع مصر، لتتمكن من منافسة المنتجات الصينية التي تتمتع بميزة سعرية كبيرة في الأسواق الدولية.
التهامي: المهربات تُضعف ثقة المستهلك وتُهدد فرص التوسع الصناعي
وقال جابر التهامي، عضو غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، ورئيس مجلس إدارة شركة نيوكيتشن جاما لتصنيع الأواني، إن دخول البضائع المهربة يُؤثر سلبًا على فرص المصنعين المحليين في التوسع وتحقيق المنافسة العادلة، حيث تدخل هذه المنتجات بأسعار تقل عن المنتج المحلي بنسبة تصل إلى 30%.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المنتجات المُهربة تُعرض لدى سلاسل تجزئة كبرى، وتدخل السوق دون رقابة كافية، ما يُضعف ثقة المستهلك في المنتج المحلي، ويخلق ضغوطًا مستمرة على المصانع العاملة.
وأوضح أن فتح الباب جزئيًا أمام التهريب خلال الفترات السابقة أثر على الشركات، لكن التشديد الأخير في إجراءات الاستيراد منح فرصة للقطاع المحلي لاستعادة جزء من الحصة السوقية.
وذكر أن السوق المحلي بات بحاجة إلى ضخ منتجات محلية عالية الجودة، خاصة مع تراجع حجم الواردات وارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، مما يُعيد ترتيب المنافسة لصالح المصانع المحلية، إذا ما حصلت على دعم لوجستي وتمويلي مناسب.








