أظهر تقرير حديث صادر عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استمرار النمو في حجم استخدام الإنترنت وخدمات الاتصالات داخل السوق المحلي، مدفوعًا بتوسع البنية التحتية الرقمية وارتفاع معدلات الاعتماد على الخدمات الرقمية في مختلف الأنشطة اليومية.
وبحسب التقرير، بلغ عدد مشتركي الإنترنت عبر الهاتف المحمول بنوعيه “الصوت والبيانات” نحو 91 مليون مشترك بنهاية أغسطس الماضي، محققًا نمواً شهريًا قدره 0.41%، ونمواً سنويًا لافتًا وصل إلى 10.3%، مقارنة بعدد المشتركين في الفترة نفسها من العام الماضي والذي سجل آنذاك 82.5 مليون مشترك، ما يعكس استمرار تحول شريحة كبيرة من المستخدمين نحو خدمات الإنترنت المحمولة باعتبارها الأكثر انتشارًا وسهولة في الاستخدام.
كما سجلت الاشتراكات النشطة لخدمات الإنترنت المحمول عبر الأجهزة غير الهاتفية “البيانات فقط” نحو 3.7 مليون اشتراك خلال أغسطس، وسط نمو سنوي لامس نسبة 30%، ما يؤكد توسع استخدام أجهزة الإنترنت المحمولة مثل أجهزة الواي فاي المنزلية والراوترات المحمولة وحلول الإنترنت اللاسلكي التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في العديد من المنازل والشركات الصغيرة.
ويأتي ذلك بالتوازي مع ارتفاع كثافة انتشار الإنترنت في مصر إلى 72.2%، وهو مؤشر على اتساع قاعدة المستخدمين وارتفاع معدلات الوصول إلى الخدمات الرقمية على مستوى الجمهورية.
وواصل الإنترنت الثابت “ADSL” تحقيق زيادات مستقرة في عدد المشتركين، حيث بلغ العدد 12.2 مليون مشترك بنهاية أغسطس، بمعدل نمو شهري 0.50% وسنوي 8.8%، مقارنة بـ11.2 مليون مشترك في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتعكس هذه الزيادة جهود تحسين جودة الخدمة وتوسيع تغطية الشبكات الثابتة، خاصة مع زيادة الطلب على الإنترنت المنزلي المخصص للأنشطة التعليمية والعمل عن بُعد والترفيه الرقمي، وهي أنماط استخدام أصبحت أكثر رسوخًا بعد جائحة كوفيد-19.
وبحسب التقرير، ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت عبر المحمول من إجمالي مشتركي خطوط الموبايل إلى 76%، مقارنة بنسبة 73.7% في أغسطس من العام الماضي، بنمو سنوي بلغت نسبته 2.2%، ما يعكس استمرار تفضيل المستخدمين لشبكات البيانات المحمولة، نظراً لسرعتها وسهولة الوصول إليها وارتباطها بتوسّع استخدام التطبيقات الرقمية.
كما ارتفع عدد مشتركي الهاتف الثابت إلى 13.7 مليون مشترك، مقارنة بـ12.8 مليون مشترك خلال العام الماضي، بنمو سنوي قدره 7%، في حين بلغ معدل انتشار الهاتف الثابت على مستوى الجمهورية 12.4%، مستفيدًا من توسع الخدمات المرتبطة بالألياف الضوئية وتطوير البنية التحتية.
في السياق، ذاته أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال مشاركته في الملتقى الثاني للمهنيين المستقلين “Freelancers، أن الحكومة تواصل تنفيذ خطة شاملة لرفع كفاءة شبكات الإنترنت وتطوير البنية الرقمية، وهي الجهود التي انعكست بشكل واضح على القفزة الكبيرة في متوسط سرعة الإنترنت الثابت داخل مصر خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح الوزير أن متوسط سرعات الإنترنت قفز من 5.3 ميجابت/ثانية في ديسمبر 2017 إلى 84.5 ميجابت/ثانية في فبراير 2025، ما مكّن مصر من تصدر مؤشر متوسط سرعة الإنترنت في أفريقيا، في خطوة تمثل تحولًا كبيرًا في مستوى الخدمة وجودتها مقارنة بالمعدلات العالمية.
وأشار الوزير إلى أن مصر ضخت على مدار السنوات السبع الماضية استثمارات تُقدَّر بنحو 3.3 مليار دولار في تطوير البنية التحتية الرقمية، شملت مشروعات توسيع شبكات الألياف الضوئية، ورفع كفاءة السنترالات، وتطوير شبكات الإنترنت الثابت، وتعزيز قدرات الشبكات المحمولة لمواكبة الزيادة المتواصلة في الطلب على خدمات البيانات. وأسهمت هذه الاستثمارات في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدَّمة للمواطنين، إضافة إلى دعم خطط الدولة في التحول الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الاقتصاد الرقمي والابتكار التكنولوجي.








