تستهدف شركة “بلووركس”، المتخصصة في إدارة ورقمنة القوي العاملة في القطاعات التشغلية والموارد البشرية، تحقيق 5 أضعاف المبيعات والدخول في أسواق جديدة منها الإمارات والسعودية بحلول 2026.
قال حسين وهدان، الرئيس التنفيذي لبلووركس، إن الشركة استطاعت خلال العام الماضي إتمام جولة تمويل أولية بقيمة مليون دولار، بمشاركة صناديق استثمار إقليمية رائدة مثل “A15” و “Enza Capital” و”Beltone Venture Capital” و”Acasia Ventures”، إلى جانب عدد من المستثمرين الاستراتيجيين، قبل أن تُكمل الشركة جولة استثمارية لاحقة رفعت إجمالي التمويلات منذ انطلاقها إلى أكثر من مليوني دولار.
وتعكس هذه الاستثمارات ثقة متزايدة في قدرة منصة بلووركس على معالجة واحدة من أكثر المشكلات المعقدة التي تواجه الشركات في القطاعات التشغيلية، وهي إدارة فرق العمل الكبيرة والموزعة عبر مواقع متعددة، وهو تحدٍ تعاني منه قطاعات ذات كثافة عمالية مثل اللوجستيات، والأغذية والمشروبات، والبناء والتشييد، والتجزئة والتصنيع والخدمات الميدانية.
وتشير الشركة إلى أن عملاءها يحققون وفورات تصل إلى 10% من مصروفات الموظفين، بالإضافة إلى توفير نحو 80% من الوقت الذي كان يُهدر شهريًا في التقفيل اليدوي للرواتب، كما يظهر مع شركات مثل سيلنترو ، وبوسطة، وساليه سوكريه، وريدكون للمقاولات وغيرها.
ويقوم نموذج عمل بلووركس، على رقمنة سلسلة كاملة من عمليات الموارد البشرية، بدءًا من الجدولة وإدارة الورديات، مرورًا بتسجيل الحضور والانصراف، وصولًا إلى إعداد الرواتب والالتزام بالضرائب والتأمينات.
وتوفر المنصة حلولًا مصممة خصيصًا للعمالة التشغيلية، الذين غالبًا ما يعملون في فرق كبيرة ومتغيرة يصعب إدارتها عبر الوسائل التقليدية.
قال وهدان، إن “بلووركس” تأسست استجابة لمجموعة من الإشكاليات التي يعاني منها هذا القطاع، إذ تعتمد أغلب الشركات حتى اليوم على جداول ورواتب يتم إعدادها يدويًا، بما يفتح الباب أمام أخطاء متكررة ويحد من الإنتاجية ويؤثر سلبًا على العاملين.
ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ حجم قوة العمل في مصر أكثر من 30 مليون فرد خلال عام 2024، وهي كتلة عمالية ضخمة تعمل غالبيتها في القطاعات التشغيلية التي تحتاج إلى أدوات حديثة للتعامل مع التحديات اليومية مثل تبديل الورديات وتوزيع المهام عبر مواقع عمل متعددة وتسجيل الحضور في الوقت الفعلي.
ويعكس هذا الرقم حجم السوق الكبير وغير المستغل في مجال تكنولوجيا إدارة العمالة، وهو ما تسعى “بلووركس” إلى سد فجواته عبر حلول رقمية ترفع الكفاءة والإنتاجية وتُحسّن مستوى الشفافية بين الشركات والعاملين.
ويوضح وهدان، أن الشركة صممت منصتها من الصفر لتتلاءم مع طبيعة العمالة التشغيلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يشمل التعقيدات اليومية التي تواجه هذه الفئات، سواء على مستوى ضغوط العمل أو التنقل أو العمل لساعات غير منتظمة.
وتعتمد المنصة على مبدأ “الهاتف أولًا “، بحيث يستطيع العامل أو المشرف إدارة كل ما يتعلق بالعمل من خلال تطبيق بسيط دون الحاجة لاستخدام الحاسب الآلي.
ويوفر التطبيق رؤية فورية للرواتب وساعات العمل وكشوف المرتبات الرقمية، بالإضافة إلى إتاحة خدمات مالية مرتبطة بالرواتب لرفع مستويات الشمول المالي لهذه الفئات التي غالبًا ما تعاني من نقص الخدمات البنكية.
وتشهد “بلووركس” نموًا شهريًا ثابتًا بنسب مرتفعة، متجاوزة حاجز مئات العملاء وآلاف المستخدمين النشطين على المنصة.
كما سجلت معدل نمو سنوي تجاوز ثلاثة أضعاف، مع انتقال مزيد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى استخدام حلول إدارة القوى العاملة الرقمية بدلًا من الوسائل الورقية.
قال وهدان، إنه تم توظيف الاستثمارات الأخيرة لتطوير المنصة ورفع كفاءتها، بما يشمل تحسين تطبيق الهاتف وإضافة خدمات تحليلية متقدمة للرواتب وتجربة أولية لمزايا جديدة للعاملين، بالإضافة إلى توسيع فرق الدعم والمبيعات واستقطاب كوادر هندسية عالية المهارة.
وتركز الشركة في الوقت الحالي على جذب مزيد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات اللوجستيات والتجزئة والأغذية والمشروبات والبناء والتصنيع، باعتبارها الأكثر اعتمادًا على العمالة التشغيلية.
وتابع:” لا تستبعد الشركة التوسع نحو العملاء الكبار، لكنها تؤكد أن جوهر رؤيتها يظل موجهًا نحو تمكين أصحاب الأعمال المتوسطة والصغيرة، وخصوصًا في القطاعات التي تواجه أعلى مستويات التحدي في إدارة الموارد البشرية”.
أما على صعيد التوسع الخارجي، فيشير وهدان إلى أن خطوة “بلووركس” الأولى ستكون التوجه للإمارات والسعودية، نظرًا لحجم القوى العاملة الكبير في هذه الأسواق وما تتمتع به من هياكل تشغيلية متعددة المواقع، فضلًا عن الطلب المتزايد على حلول إدارة ذكية للموظفين.
وتعمل الشركة حاليًا على بناء شراكات وتكاملات محلية لتمهيد دخولها إلى هذه الأسواق.
وتتوقع “بلووركس” بحسب وهدان، أن تسهم خطط التوسع في زيادة حجم التوظيف داخل الشركة بنحو 50% خلال العام المقبل، في ظل المنافسة المتصاعدة في سوق تكنولوجيا الموارد البشرية.
وتؤكد الشركة أن كل عمليات الموارد البشرية، من تسجيل الحضور والانصراف وحتى الرواتب والضرائب والتأمينات، أصبحت تتم عبر النظام الرقمي للمنصة، بما يضمن دقة أعلى وتخفيفًا كبيرًا للأعباء الإدارية.
وتشير الشركة إلى أن أحد أبرز التحديات الراهنة هو التضخم الذي يضغط على ميزانيات الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلا أن “بلووركس” تتعامل مع هذا التحدي من خلال نماذج تسعير مرنة، وابتكار منتج قادر على معالجة مشكلات عميقة الجذور في السوق، مع التركيز على القطاعات الأكثر احتياجًا لحلول متقدمة لإدارة الرواتب.
ويرى وهدان أن العمالة التشغيلية تمثل شريانًا رئيسيًا لاقتصادات المنطقة، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى أدوات حديثة تساعدها على تحسين ظروف عملها.
وهنا يأتي دور “بلووركس”، التي تقدم منصة تفاعلية تُبسط إدارة الورديات والحضور وكشوف الرواتب، وتوفر مستوى أعلى من التمكين والشفافية.
كما تعمل المنصة على خلق نقطة دخول مهمة لقطاع واسع يصعب الوصول إليه تقليديًا، وهو ما يجعلها في موقع مميز ضمن سوق تكنولوجيا القوى العاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أكد وهدان، أن رؤية “بلووركس” تقوم على بناء الأساس الرقمي لصناعة تعتمد على ملايين العمال، في ظل نقص واضح في الأدوات المخصصة لهذا النوع من القوى العاملة، وهو ما يجعل الحلول الرقمية ضرورة وليس رفاهية.
وتعكس هذه الرؤية قدرة الشركة على لعب دور محوري في دعم التحول الرقمي للموارد البشرية، وتعزيز الشمول المالي، ورفع كفاءة التشغيل عبر القطاعات المختلفة، بما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين بيئة العمل وتسهيل عمليات الامتثال لقوانين العمل المصرية.
وفي الوقت الذي يستمر فيه نمو الطلب على الحلول التقنية لإدارة العمالة، تظهر “بلووركس” كلاعب استراتيجي قادر على تلبية احتياجات سوق يشهد توسعًا كبيرًا، سواء داخل مصر أو خارجها، مدعومة بفريق قوي ورؤية واضحة وفرصة سوقية واسعة بحسب وهدان.
ومع استمرار التطوير والتوسع، تبدو الشركة مهيأة لتكون واحدة من أبرز منصات إدارة القوى العاملة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.







