يتقدم سوق التوصيل الفوري ليصبح واحدًا من أكثر القطاعات نموًا وجذبًا للاستثمارات، وتظهر شركة «ڤوّو – VOO» كأحد أبرز اللاعبين الجدد الذين استطاعوا إعادة تعريف مفهوم التوصيل الفوري من خلال الدمج بين التكنولوجيا المتقدمة، ونموذج تشغيل عالي الكفاءة، ورؤية واضحة للتحول الأخضر في النقل والخدمات اللوجستية.
ومع دخول مزيد من الشركات إلى سوق التوصيل الفوري، تتجه المنافسة نحو مستوى جديد يعتمد على السرعة والاستدامة وخفض التكلفة وجودة التجربة، وهو ما تسعى «فوّو» لترسيخه كمعيار جديد داخل السوق المصري.
وبعد 6 سنوات من العمل بالتمويل الذاتي، التقت “البورصة” ، اثنين من قيادات الشركة للحديث عن رؤيتهم وتطلعاتهم في السوق، وخطط قيادة مستقبل هذا القطاع محليًا وإقليميًا.
يقول عمر أبو زيد، رئيس مجلس إدارة الشركة إنه منذ انطلاقها عام 2019، وضعت شركة «فوّو – VOO» هدفًا واضحًا يتمثل في تلبية الاحتياجات اليومية العاجلة للمنازل، خصوصًا الطلبات الصغيرة التي تحتاج سرعة فائقة مثل المياه والمشروبات الباردة والمثلجات والوجبات الخفيفة والسناكس ومنتجات البقالة محدودة الحجم.
بدأت الشركة عملها من منطقة الشيخ زايد، قبل أن تتوسع تدريجيًا داخل القاهرة الكبرى ومناطق أخرى، معتمدة على نموذج تشغيلي يركز على توفير مخازن قريبة من العملاء لضمان سرعة التوصيل بأعلى جودة ممكنة.
أضاف أن «فوّو» تعمل وفق نموذج “Market place” متطور يضم مجموعة واسعة من المنتجات المصممة لتلبية الطلب اللحظي، بينما تعتمد المنصة على السرعة كعامل تميّز رئيسي يجعلها في طليعة مقدمي خدمات التوصيل الفوري.
ويشير أبو زيد، إلى أن الشركة تبنت استراتيجية مختلفة عن أغلب الشركات الناشئة، إذ اعتمدت بالكامل على التمويل الذاتي منذ تأسيسها، دون الدخول في جولات تمويل مبكرة.
ويرى أن هذا النهج منح الشركة حرية كبيرة في تطوير نموذج تشغيل مستدام وواقعي، قائم على التجربة الفعلية وتحسين آليات العمل قبل التفكير في استقبال أي استثمارات خارجية.
ويؤكد أن أي جولة تمويل مستقبلية ستتم وفق احتياجات محددة تخدم خطط التوسع وليس لمجرد جذب التمويل، بما يحافظ على جودة الخدمة ويضمن استمرار القدرة التشغيلية للشركة.
ويُعد الدمج بين السرعة والجودة والاستدامة ـ وفق أبو زيد ـ هو ما سيحدد مستقبل قطاع التوصيل الفوري في مصر.
فمع تزايد المنافسة، لم تعد سرعة التوصيل وحدها كافية، بل أصبحت جودة الخدمة واستدامة نموذج التشغيل والقدرة على إدارة الأسطول بذكاء عوامل حاسمة لبقاء الشركات.
ويوضح أن «فوّو» لا تسعى للدخول في منافسة سعرية غير مستدامة، بل تركز على تقديم قيمة حقيقية للعملاء من خلال توصيل سريع وثابت، وجودة مضمونة للمنتجات خصوصًا تلك التي تحتاج درجات حرارة معينة مثل المثلجات والمشروبات الباردة.
كما تعتمد الشركة على خدمة عملاء فورية ونظام متقدم لحل المشكلات بهدف رفع معدلات الولاء.
ويشير رئيس مجلس الإدارة، إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا هو حجر الأساس في تقليل الأخطاء التشغيلية وتحسين معدلات التسليم والاحتفاظ بالعملاء.
فالتكنولوجيا ليست مجرد أداة للمتابعة، بل هي عنصر أساسي في رفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف على المدى المتوسط والطويل.
والنظام الذي تعمل به الشركة يقوم بمتابعة الطلبات، وتوجيه المندوبين عبر أقصر الطرق، وتفادي الأخطاء البشرية في التحضير والتسليم، ما يؤدي إلى تحسين تجربة العميل وتقليل التكلفة لكل عملية توصيل.
وتستهدف «فوّو» أن تصبح المنصة الأولى للتوصيل الفوري في مصر والمنطقة، معتمدة على خطط توسع جغرافي تشمل زيادة عدد المخازن، وتطوير منظومتها التقنية، والتوسع في الأسطول الكهربائي بالكامل بديلاً عن الدراجات التقليدية.
كما تسعى لإضافة خدمات توصيل جديدة مثل القهوة والساندويتشات الجاهزة بالتعاون مع شركاء استراتيجيين، إلى جانب تعزيز حلول الدفع الإلكتروني عبر منصات مثل “Insta Pay” ، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو الدفع غير النقدي والمنصات الرقمية.
ويؤكد عمر أبو زيد، أن «فوّو» تستفيد من معدل غير مسبوق للولاء، إذ إن 98% من الطلبات تأتي من عملاء متكررين، وهي واحدة من أعلى النسب في السوق. ويعكس هذا الرقم مستوى الرضا والثقة في الخدمة، كما يعزز قيمة العميل مدى الحياة (LTV) ويسهم في استقرار الإيرادات.
وفي ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، مثل ارتفاع أسعار الكهرباء وتكاليف الصيانة وقطع الغيار وتذبذب أسعار التشغيل، تعتمد «فوّو» على شراكات استراتيجية لتقليل الضغط المالي.
ومن أبرز هذه الشراكات تعاونها مع شركة “BLU EV” المتخصصة في حلول الشحن وتبديل البطاريات، والتي توفر تقنيات متقدمة لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وخفض تكلفة التشغيل والصيانة للدراجات.
كما أن اتفاقيات الصيانة والتشغيل التي تعتمدها الشركة، تسهم في تحسين استدامة الأسطول ورفع كفاءة الأداء اليومي.
وتتضمن خطة الشركة لعام 2026 توسعًا جغرافيًا واسعًا داخل مصر عبر تغطية مزيد من المدن والمناطق التي تشهد طلبًا متزايدًا على خدمات التوصيل السريع.
كما تستهدف زيادة عدد المخازن وتطوير الأسطول الكهربائي وتعزيز حلول الدفع الإلكتروني ، بالإضافة إلى تحسين التكلفة لكل عملية توصيل بما يضمن تحقيق ربحية مستدامة على المدى الطويل.
وتضع «فوّو» الاستدامة البيئية في صميم خطتها، و تعمل على تقليل الانبعاثات وخفض الضوضاء الناتجة عن الدراجات التقليدية، بما يرتبط بدورها في دعم الاقتصاد الأخضر والتحول إلى أنظمة نقل أكثر استدامة.
كريم أبوزيد: الأسطول الكهربائي قطع 250 ألف كيلو متر وخفض 25 ألف كيلو جرام انبعاثات
ويؤكد كريم أبو زيد الرئيس التنفيذي للعمليات بالشركة، أن «فوّو» حققت أثرًا ملموسًا في مسار التحول الأخضر من خلال أسطولها الكهربائي بالشراكة مع “BLU EV”.
فقد قطع الأسطول الكهربائي للشركة أكثر من 250 ألف كيلو متر، ما أسهم في تقليل أكثر من 25 ألف كيلو جرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويشير إلى أن هذا الإنجاز يعكس التزام الشركة بتطبيق حلول تكنولوجية صديقة للبيئة في قطاع تتزايد فيه الحاجة إلى تحسين البصمة الكربونية.
ويبلغ عدد مندوبي التوصيل العاملين بالشركة نحو 500 مندوب، إلى جانب 150 دراجة كهربائية تعمل ضمن الشراكة مع “BLU EV”، مع حضور قوي في مناطق القاهرة الكبرى والشيخ زايد والتجمع والمعادي ووسط البلد، إضافة إلى الجونة طوال العام والساحل الشمالي خلال موسم الصيف. وتخطط الشركة لزيادة عدد الدراجات الكهربائية والتوسع في مناطق جديدة مع تطوير البنية التحتية الخاصة بالشحن وتبديل البطاريات.
قال كريم أبو زيد، إن إدخال الدراجات الكهربائية في السوق المصري واجه عدة تحديات، من بينها ضعف البنية التحتية وغياب منظومة متكاملة للشحن السريع وتدريب فرق التشغيل على التعامل مع التكنولوجيا الجديدة.
لكن الشراكة بين “VOO APP” و” BLU EV “كانت نقطة تحول أساسية لتجاوز هذه التحديات عبر رؤية مشتركة للتحول الأخضر تدعم الابتكار وتقلل الاعتماد على الوقود التقليدي.
ويعتبر المستهلك المصري أنماطًا معينة من المنتجات الأكثر طلبًا عبر التطبيق، أبرزها المياه والمثلجات والمشروبات الباردة والسناكس ومستلزمات الأطفال مثل البامبرز، إلى جانب مستلزمات الطوارئ والشواحن، مما يدل على أن الطلب الفوري يرتبط بالاحتياجات اليومية التي يصعب تأجيلها.
ويؤكد كريم ، أن نظام تبديل البطاريات الذي يوفره الشريك التقني BLU EV يسمح بتبديل البطارية في أقل من 60 ثانية، وهو ما يزيد الإنتاجية اليومية ويقلل وقت التوقف عن التشغيل.
أما من حيث التكلفة، فيوضح أن متوسط تكلفة التوصيل باستخدام الدراجات الكهربائية أقل بنسبة تتراوح بين 30% و50% مقارنة بالدراجات التقليدية العاملة بالبنزين، وفقًا لظروف التشغيل والمسافة ومتوسط الاستهلاك، ما يجعل الأسطول الكهربائي خيارًا أكثر اقتصادًا واستدامة على المدى الطويل.
وتأتي رؤية «فوّو» للمرحلة المقبلة في إطار واضح يرتكز على النمو التشغيلي أولًا، وتحسين تجربة العملاء قبل التفكير في التوسع الخارجي أو الإفصاح عن أرقام المبيعات.
فاستراتيجية الشركة تعتمد على خلق نموذج مستدام قادر على المنافسة في سوق شديد الحيوية، مع الحفاظ على جودة الخدمة وتطويرها باستمرار، إذ تطرح «فوّو» نفسها كأحد أبرز النماذج الواعدة في سوق التوصيل الفوري في مصر، مع قدرة واضحة على الجمع بين السرعة والاستدامة والكفاءة التشغيلية، في وقت يتجه فيه القطاع بأكمله نحو معايير جديدة من الابتكار والتحول الرقمي.








