اعتبر متعاملون فى البورصة أن التمويل المفرط من جانب البنوك لعمليات الشراء الهامشى وإقراض المكتتبين أفسدت طرح إعمار مصر للتنمية بعد اندفاع عدد كبير من المستثمرين الأفراد لإغلاق مراكزهم المفتوحة بعد الاكتتاب مباشرة خوفاً من تراجعات مؤشرات السوق بسبب العمليات الإرهابية فى سيناء.
قالت مصادر وثيقة الصلة بالصفقة، ان تداول الأنباء عن تمويل اغلب طلبات اكتتاب إعمار مصر من خلال عمليات الشراء الهامشى والتمويل البنكى أضر بالاكتتاب والمستثمرين من خلال حاجتهم الى البيع السريع لسداد مستحقات البنوك، ومن ثم خسارة حيازة السهم الذى طالما انتظره المتعاملون ليروى ظمأ نزيف محافظهم الاخيرة.
شدد المصدر على اهمية تحديد احجام عمليات التمويل البنكى لشركات السمسرة مثلما فعل البنك المركزى الاماراتى من خلال وضع حدود لعمليات ضخ التمويلات البنكية فى عمليات الشراء الهامشي.
أكد المصدر ان مجرد تغطية الاكتتاب بخمس مرات يعد كافياً لإعلان نجاحه، إلا ان ارتفاع عدد مرات التغطية لنحو 36 مرة على أسس وهمية ليس فى مصلحة الاكتتاب والمكتتبين.
قال كريم عبدالعزيز المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بشركة الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إن الانخفاضات التى سجلها سهم شركة إعمار مصر على مدار جلستين متتاليتين بعد يوم من طرحه فى البورصة، لن تأتى بهذه الطريقة إلا إذا كانت مدفوعة بعمليات بيع جبرية من قبل الأفراد المرتبطين بسداد استحقاقات الكريديت.
أضاف أنه لا يوجد أى ارتباط منطقى بين الإقبال الذى شهده السهم عند الطرح العام بمعدل تغطية 36 مرة وبين التراجعات الذى شهدها السهم بعد الطرح بسبب الضغوط البيعية وانخفاض الطلب، إلا إذا كان الطلب وهمياً بتمويل عبر عمليات الكريديت والإقراض، مؤكداً أن السعر الحالى للسهم أصبح مُغرياً بالنسبة للمستثمر متوسط وطويل الأجل، خاصة الصناديق والمؤسسات.
وفى مطلع يونيو الماضى عقدت البورصة سلسلة من الاجتماعات المتتالية مع المراقبين الداخليين لشركات الوساطة الأعضاء، استهدفت من خلالها تعريفهم بأهم حالات المخالفات التى تقوم بها بعض شركات السمسرة وتؤثر على كفاءة وسلامة السوق، وذلك فى خطوة تستهدف تقليل درجة المخاطر المتعلقة بمنظومة التداول فى البورصة.
وقد ركزت الاجتماعات على حالات المخاطر المتعلقة بالضوابط الحاكمة للتعامل بالهامش، أو بعض حالات عدم الدقة عند احتساب نسب الملاءة المالية، أو وجود تعاملات دون اتباع الضوابط المنظمة لذلك.
وقال محمد عمران رئيس البورصة المصرية، على هامش تلك الاجتماعات، إن استراتيجية البورصة كمنظم للسوق لا تقوم على فكرة العقاب إلا فى أضيق الحدود، ولكن نركز بشكل أكبر على التوعية السابقة لأطراف السوق المختلفة لتجنب أكبر قدر ممكن من المخاطر قبل وقوعها.








