تبدلت الأحوال فى قطاع الأسمدة ، فبعد أن كان أكثر القطاعات جاذبية، تجمعت بعض العوامل السلبية لتطيح بأداء شركاته، خاصة بعد ارتفاع تكلفة الطاقة والنقل فى ظل الظروف الأمنية المتردية حالياً، ما أدى إلى ظهور أصناف رديئة من الأسمدة فى بعض المصانع.
قال أحمد العطيفى، محلل مالى، إن قطاع الأسمدة يواجه بعض المشاكل التى تؤثر على أدائه سلباً، منها زيادة تكلفة الطاقة سواء بالنسبة للغاز الطبيعى أو المازوت، إضافة إلى ارتفاع أسعار اليوريا عالمياً ما أدى إلى قيام المصانع المنتجة برفع أسعارها.
وأشار العطيفى إلى أنه منذ اندلاع احداث 30 يونيو الماضى تضاعفت التداعيات السلبية على القطاع، بسبب صعوبة النقل وتوقف العمل بمعظم المصانع مع ثبات معدلات الاهلاك، فضلا عن تأثر الحالة الاقتصادية للمزارعين سلباً والتى قلصت من حجم الطلب.
ولفت إلى أن التصدير يعد العامل الوحيد الذى يقلص من خسائر تلك الشركات نظرا لأنه يوفر عملة اجنبية.
وتضم البورصة ثلاث شركات أسمدة، منها شركتان بالبورصة الرئيسية تعد من كبرى الشركات الرائدة فى القطاع هما “أبو قير” و”المالية والصناعية”، فيما تضم بورصة النيل شركة واحدة فقط “فيركيم” للأسمدة.
وحظيت شركات قطاع الأسمدة المقيدة بالبورصة الرئيسية على إجماع مراكز البحوث على شراء أسهمها بدعم من نتائج الأعمال القوية التى حققتها تلك الشركات.
وأظهرت نتائج أعمال شركة “المالية والصناعية “، أكبر منتج للسماد الفوسفاتى فى مصر، زيادة أرباحها %165 خلال النصف الأول من العام الحالى 2013 بصافى ربح 43.5 مليون جنيه مقارنة بـ 16.4 مليون جنيه عن نفس الفترة من العام السابق، وتقوم الشركة بإنتاج وبيع ثلاثة أنواع رئيسية من الأسمدة الفوسفاتية.
حددت بحوث شركة “المصرية العربية – ثمار” السعر العادل لسهم “المالية والصناعية” عند مستوى 13.44 جنيه، وأوصت المستثمر متوسط الأجل بتكوين مراكز شرائية فى السهم بدعم من تداوله حالياً عند مستوى سعرى متدن، على الرغم من جاذبية القطاع الذى تعمل فيه الشركة ونجاحها فى تحسين أدائها المالى ما يضمن تدفقات مالية مستقبلية جيدة للسهم.
وتوقعت بحوث “ثمار” أن تحقق شركة “المالية والصناعية” أرباحاً صافية قبل حقوق الأقلية بنهاية العام الجارى تصل إلى 86.8 مليون جنيه مقابل 73.54 مليون جنيه فى نهاية 2012، على ان تصل إلى 105.105 مليون جنيه فى 2014 و154.9 مليون جنيه فى 2015. فيما توقعت أن تحقق الشركة مبيعات فى 2013 بنحو 837.03 مليون جنيه ونحو 937.47 مليون جنيه ومليار جنيه فى عامى 2014 و2015 على الترتيب، على أن يصل نصيب السهم من الأرباح فى السنوات الثلاث المقبلة إلى 1.25، 1.52، 1.24 جنيه على التوالى، وأن تتطور القيمة الدفترية للسهم لتبلغ12.41 ثم 12.95 ثم 14.04 جنيه للسهم على التوالي.
وتمتلك الشركة المالية والصناعية حصة سوقية فى القطاع %70 فى مصر، حيث تتبعها ثلاثة مصانع وهى “كفر الزيات” فى منطقة الدلتا ومصنع “أسيوط” بالصعيد، وحوالى %99.8 من شركة “السويس للأسمدة” فى منطقة العين السخنة.
من جهة أخرى، أظهرت القوائم المالية لشركة “ أبو قير“ للأسمدة والصناعات الكيماوية تحقيق صافى ربح 1.407 مليار جنيه خلال العام المالى 2012-2013 مقابل صافى ربح 1.383 مليار جنيه عن العام المالى الأسبق بزيادة بلغت %1.8، فضلا عن زيادة إيرادات النشاط من 3.3 مليار جنيه إلى 3.7 مليار جنيه بنمو قدره %13.
ومن جانبها، أوصت بحوث شركة “فاروس” لتداول الأوراق المالية بالشراء فى السهم مع احتمالية رفع القيمة العادلة له فى حالة موافقة الحكومة على تعديل المعادلة السعرية التى تربط سعر بيع الغاز بسعر المنتج النهائى (اليوريا).
أوضحت فاروس أن الاتفاق الخاص بربط أسعار الغاز لمصانع الأسمدة بأسعار الأسمدة لم يتم اعتماده من الحكومة إلى الآن وهو ما يجعلها تواصل الحفاظ على القيمة العادلة للسهم عند 161 جنيهاً وتوصيتها بالشراء.
ولفتت إلى أن إعلان مجلس ادارة شركة “أبو قير للأسمدة “ عن توزيع كوبون نقدى بقيمة 13.2 جنيه للسهم “حيادى” لانه جاء متماشياً مع توقعات فاروس السابقة عند 13.4 جنيه، موضحة ان العائد على التوزيع سيبلغ %8.7 نظراً لارتفاع السهم بحوالى %10 عقب الاعلان عن التوزيع.
أما شركة “فيركيم مصر“ للأسمدة والكيماويات من بورصة النيل فقد نمت أرباحها بنسبة %4.7 خلال النصف الاول من العام الحالى محققة صافى ربح 1.6 مليون جنيه، مقارنة بصافى ربح بلغ 1.7 مليون جنيه بالفترة المماثلة من العام الماضى.