خططاً للدعاية «أوت دور» وتواجد قوى فى المعارض الدولية وفيلم دعائى لمصر يعرض فى القنوات المحلية الأوروبية
السوق الأوروبى يمثل %72 من حركة الوصول لمصر سنوياً وتجاهله «كمن يخبط دماغه فى الحيط»
مهدنا الأرض داخلياً عقب صدور تحذيرات السفر لمصر خلال النصف الثانى من أغسطس واتجهنا للخارج فى سبتمبر
نأمل فى رفع روسيا حظر السفر لمصر وتخفيف القيود البريطانية على زيارة الأقصر وأسوان
ندرس هبوط الطائرات فى نقطتين الغردقة – الأقصر وشرم الشيخ – الأقصر لتنشيط الحركة بالمدينة الأثرية
عرض من مستثمر كويتى للمساهمة فى صندوق «اتحاد الغرف»..وندرس اقتطاع جزء من مخصصات التحول للطاقة المتجددة
مد عمل برنامج تحفيز الطيران العارض بنسب امتلاء 40 إلى %94 حتى نهاية يناير المقبل
مؤشرات على عودة الرحلات الروسية بقوة الموسم الشتوى لمنطقتى البحر الأحمر وجنوب سيناء
«السياحة تشبه كرة الثلج تتضخم مع تدحرجها من فوق قمة الجبل» بحسب وصف وزير السياحة هشام زعزوع الذى بدا متفائلاً بعودة الحركة السياحية لمصر خلال موسم الشتاء الحالى، فيما ستبدأ مصر شهر أكتوبر المقبل حملة ترويجية وعلاقات عامة ضخمة فى الأسواق الرئيسية المصدرة للحركة السياحية لمصر.
وأضاف زعزوع فى حوار مع «البورصة» أن الوزارة ستطلق حملات ترويجية قوية بداية من أكتوبر المقبل فى ظل رفع العديد من الدول تحذيرات سفر مواطنيها إلى مصر، والوزارة ستدشن حملات إعلانية فى محطات المترو بكبرى المدن الأوروبية وإعلانات على الحافلات للترويج السياحة المصرية.
وأوضح أن هذه الحملة والتحركات المكثفة تستهدف استعادة التوافد لمصر وزيادة الاشغالات فى الفنادق والمنتجعات المصرية خلال الموسم الشتوى الحالى.
ورغم رفع العديد من الدول لتحذيرات السفر إلى مصر، فإن وزير السياحة قال: «سيكون هناك انخفاض فى الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الجارى مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية».
وفقاً لوزير السياحة، حقق القطاع منذ بداية العام وحتى نهاية أغسطس الماضى إيرادات بلغت 5.3 مليار دولار بانخفاض %12.3، وذلك من زيارة 7.2 مليون سائح بتراجع %0.6، أمضوا 79.2 مليون ليلة بانخفاض %5.5 عن نفس الفترة من 2012.
وقال إن وزارته تستهدف خططاً للدعاية “أوت دور” فضلاً عن التواجد القوى فى المعارض الدولية، وسيتم اعداد فيلم دعائى لمصر يعرض فى القنوات المحلية داخل المدن الأوروبية، وأضاف: “سأعمل على الترويج لمصر عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى“.
جاء رفع الدول الكبرى المصدرة للحركة السياحية تحذيرات السفر لمصر خلال الأسبوع الماضى بعد جهد كبير تم التنسيق فيه بين وزارة السياحة وجميع أجهزة الدولة، خاصة وزارتى الخارجية والداخلية.
وقال زعزوع: “عملت عقب صدور تحذيرات السفر لمصر منتصف أغسطس الماضى على زيارة المناطق السياحية فى الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأجريت لقاءات مكثفة مع السفراء الأجانب داخل مصر تمهيداً لجولات فى الأسواق الأوروبية”.
وأضاف أنه عقب صدور التحذيرات قمنا بتقييم الوضع على الأرض منذ منتصف أغسطس والذى شهد العديد من الأحداث السياسية والأمنية التى كان يصعب التحرك معها، وتم التزام الهدوء حتى بداية سبتمبر حيث كانت خطة التحرك تقوم على أن هناك أماكن فى مصر هادئة تماماً خاصة فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، كما تم التأكيد أن ما حدث شأن مصرى داخلى وليس به طرف آخر، فهو خلاف بين فصيل سياسى وبقية شعب مصر بصفة عامة.
وأضاف أنه استقبل وفداً سياسياً من ألمانيا بلجيكا فى منتجع الجونة ووفدا روسى وآخر إيطالى فى شرم الشيخ، وخلال هذه الفترة تم التمهيد لزيارات أوروبا بلقاءات مع السفراء الأجانب بمصر التى جاءت بأثر جيد.
وأضاف أنه سيعمل على رفع التحذيرات للاقصر وأسوان، وأعرب عن أمله فى أن تخفف المملكة المتحدة قيود السفر إلى جنوب مصر ن.
وطبقاً لوزير السياحة، تمثل الحركة الوافدة من أوروبا لمصر نحو %72 من إجمالى الأعداد السياحية الوافدة سنوياً مقابل %20 للسوق العربى و8% موزعة على عدة مناطق أخرى تشمل دول من امريكا الشمالية وآسيا وافريقيا، بما يعنى أن تجاهل السوق الأوروبى يشبه “ خبط الدماغ فى الحيط”.
وقال الوزير هناك دولتين مهمتين فى غرب أوروبا تمثل الرحلات الوافدة منها جانبا مهما فى الاعداد السياحية الوافدة لمصر سنويا هما ألمانيا وبريطانيا.
وأضاف أن السوق الألمانى بلغ عدد الوافدين منه خلال اول 8 شهور من العام 703 آلاف وافد حققوا إيرادات بلغت 548.4 مليون دولار كما بلغ عدد سائحى المملكة المتحدة لمصر خلال نفس الفترة 699 ألف حققوا إيرادات 514.9 مليون دولار.
وكانت العديد من الدول الأوروبية قد حذرت مواطنيها من السفر إلى مصر عقب فض اعتصامات رابعة والنهضة خلال أغسطس الماضى، فى مقدمتها روسيا المصدر الاكبر للسياح إلى مصر بنحو 2.5 مليون وافد العام الماضي.
وقال: “ التقيت العديد من مسئولى الدول الأوروبية وزرت روسيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا وأقنعت مسئولى هذه الدول بضرورة رفع تحذيرات السفر لمصر ولو جزئيا على مناطق البحر الأحمر وجنوب سيناء”.
وبحسب زعزوع، فإن 65% من الطاقة الفندقية العاملة توجد فى منطقتى البحر الأحمر وجنوب سيناء من إجمالى 225 ألف غرفة.
ولفت زعزوع إلى أن السوق الأوروبى كان نقطة البداية لتحركات وزارته، فرغم صدور تحذيرات سفر من الدول الأوروبية لزيارة مصر إلا أنه كانت هناك محادثات تتم بين مسئولى القطاع وشركات السياحة الأوروبية ومسئولى الدول.
وقال أن رفع السوق الألمانى تحذيرات السفر لمصر بمنطقتى البحر الاجمر وجنوب سيناء مهم للغاية على حد قول الوزير، خاصة أن السوق الألمانى حقق خلال العام الماضى 1.1 مليون سائح، واحتل المركز الثاتى بعد روسيا.
أضاف أن هناك مؤشرات قوية على عودة السياحة الروسية الوفدة لمصر خلال الموسم الشتوى الحالى، وقال الوزير “لدى أمل كبير فى استجابة الحكومة الروسية لرفع تحذيرات زيارة مصر“.
وبلغ عدد الوافدين من السوق الروسى خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 1.7 مليون سائح أمضوا 19.2 مليون ليلة.
وأضاف الوزير أنه لا يمكن أن نبدأ تحركاتنا بالأسواق الضعيفة فى الحركة السياحية الوافدة منها لمصر كالسوقين الأمريكى واليابانى اللذين فرضا حظرا على السفر لمصر.
وعاد الحوار مرة أخرى إلى حملة الترويج والعلاقات العامة التى ستنفذها وزارة السياحة، وأوضح الوزير أن تدشين حملتى الترويج والعلاقات العامة سيتزامن مع تحفيز الطيران العارض، كما أن الموسم الشتوى هو الموسم الذى تمتلك فيه مصر القدرة التنافسية مقارنة بغيرها من الدول بالمنطقة والمنافس الوحيد لمصر هو جزر الكنارى.
وبحسب زعزوع، وافقت وزارة الطيران المدنى على طلب وزارة السياحة بتأجيل رفع رسوم المغادرة من 15 إلى 20 دولاراً على مطار شرم الشيخ حتى نهاية يناير 2014 ومد فترة تحمل وزارة السياحة لرسوم المغادرة بمطار الغردقة حتى نهاية نفس الشهر من العام المقبل، بما يصب فى دعم الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة.
وقال أنه يجرى مشاورات مع وزير الطيران عبدالعزيز فاضل لتحفيز الطيران العارض وحصوله على حوافز بصرف النظر عن عدد الرحلات التى تحققها الشركة، ويستهدف أن تصل التكلفة إلى صفر فى مطارات الاقصر واسوان لتشجيع الحركة السياحية الوافدة للمنطقة.
وطبقا لاحصائيات وزارة السياحة، فإن %98 من الحركة السياحية الوافدة لمصر تأتى عبر الطيران وغالبيتها من الطيران العارض.
وخصصت وزارة السياحة 15 مليون دولار لدعم برامج تحفيز الطيران العارض العام المالى الجاري.
وبحسب هشام زعزوع، تم مد العمل بالبرنامج الاستثنائى للطيران العارض بنسب امتلاء 40 إلى 94% بجميع المناطق المطبق بها برامج التحفيز حتى نهاية يناير المقبل، وتحصل الطائرة وفقا لهذا البرنامج على 5000 دولار بحد أقصى للرحلة وبحد أقصى 150 دولار للمقعد الواحد.
وطالب وزير السياحة بضرورة تأجيل رفع قيمة التأشيرة من 15 إلى 20 دولاراً حتى انتهاء الموسم الشتوى المقبل على أن تتم دراسة تأجيلها مرة أخرى لمدة عام لحين استرداد الحركة السياحية لعافيتها.
أوضح وزير السياحة أن خطط تنشيط الحركة إلى الأقصر جاهزة للتنفيذ فور رفع حظر السفر إليها، مشيراً إلى دراسة تنفيذ مقترح double touch عن طريق هبوط الطائرات فى نقطتين (الغردقة- الأقصر) (شرم الشيخ- الأقصر) لدفع الحركة السياحية إليها، متوقعا ارتفاع حركة التوافد للاقصر أواخر أكتوبر المقبل.
وكشف زعزوع عن مفاوضات مع شركة “ إيرو كايرو” للدخول فى زيادة رأسمالها لزيادة اسطول الشركة لضم 4 طائرات جديدة بهدف تسيير رحلات إلى أسواق جديدة فى شرق وغرب أوروبا ووسطها.
وقال “ كلفت الدكتورة عادلة رجب المستشار الاقتصادى لاستقدام خبير مصرفى وآخر فى الطيران لتقييم الشركة لتحديد الحصة التى سنستحوذ عليها”.
ولفت إلى أن الحكومة استجابت لطلب خفض ساعات حظر التجوال لتبدأ من منتصف الليل وحتى الخامسة صباحا تمهيدا لاستعادة حركة السياحة العربية.
وأضاف: “ طلبت من شركة مصر للطيران اكسبريس تسيير رحلات مباشرة من جدة والرياض إلى شرم والغردقة ومن أبوظبى للغردقة وشرم الشيخ والكويت إلى نفس المدينتين”.
ويرى وزير السياحة أن انخفاض السعر سيكون جاذبا للسائح العربى مضيفا أنه يعمل على اعداد برنامج الطيران العارض لخفض قيمة الرحلة لخلق طلب على زيارة القاهرة نفسها.
وأضاف أنه يأمل أن تكون الشهور الثلاثة المقبلة مرحلة تمهيدية لتكثيف التواجد فى السوق العربى حتى إجازة منتصف العام.
وأشار إلى أنه رغم انخفاض انفاق السائح الوافد إلى مصر حاليا، فإن مجيئه فى حد ذاته يعد أمرا يستحق النظر ويجعلنا نفكر فى جذب أكبر عدد ممكن من سائحى العالم تمهيدا لجذب الشرائح عالية الانفاق.
وبحسب إحصائيات صادرة من وزارة السياحة، انخفض متوسط الانفاق إلى 67 دولاراً خلال النصف الاول من العام الجارى مقابل 72 دولاراً خلال نفس الفترة.
وانتقد زعزوع القول بأن مصر بلد يجذب فقراء السياح وقال أن الوزارة تجذب السائح المتوسط الانفاق، فالمنطق يقتضى وجود قاعدة قوية من السياح متوسطى الدخل، قبل العمل على تحسين متوسط الانفاق مع استعادة الهدوء والاستقرار وعودة كامل الرحلات لمصر.
ولفت إلى أن السياحة تعمل وفقا لنظرية الإنتاج الكبير فى الصناعة، حيث جذبت مصر فى 2010 نحو 14.7 مليون سائح حققت خلالها 12.5 مليار دولار وانخفضت الإيرادات خلال العامين الماضيين إلى 8.9 مليار دولار عام 2011 من 9.8 مليون وافد وجذبت خلال العام الماضى نحو 11.5 مليون وافد حققوا 10.5 مليار دولار..
وقال زعزوع: ”وزارة السياحة كسرت الخوف لدى السائح الاجنبى بالاتفاق على النزول بالسعر فى الخدمات الفندقية، ونجحت الوزارة بالتعاون مع أحد الفنادق فى استضافة مجموعة من السياح الايطاليين رغم وجود تحذيرات سفر وتم استضافتهم مجانا لمدة 3 أيام“.
ولفت إلى أن السائح الغنى مطلوب ولكنه لن يأتى فى الوقت الحالى وسيأتى دوره فى مرحلة لاحقة.
على جانب آخر، قال وزير السياحة أنه سيتم مد برنامج “بلدنا أولى بينا” خلال عيد الأضحى المقبل وأعياد أكتوبر على أن يشمل الاقصر واسوان ومرسى علم بدلا من قصره على الغردقة وشرم الشيخ فقط.
وأضاف أن البرنامج تم إطلاقه لمدة 21 يوما وتم بيعه بالكامل وتلقيت العديد من الرسائل من اصحاب الفنادق تخبرنى بنجاحه ومساندته لهم خلال الأيام القليلة الماضية، وسأطالب مجددا أصحاب الفنادق بخفض الأسعار للمصريين، وأتمنى ألا يرفضوا هذا الطلب.
وبالنسبة لمساندة القطاع الخاص فى أزمة الطاقة، قال وزير السياحة أن الدولة خصصت ميزانية بـ1.250 مليار جنيه لمواجهة هذه المشكلة ودعم التحول للطاقة الجديدة والمتجددة عبر تقليل الفائدة على القروض من البنوك، وسيتم استخدام جزء من المبلغ فى خفض تكلفة التشغيل بالنسبة للمقصد المصرى عبر تحفيز الطيران العارض، كما تدرس الوزارة حاليا مساندة الاتحاد المصرى للغرف السياحية فى تأسيس صندوق استثمارى من هذا المبلغ وهو ما يتوقف على قانونية هذه الخطوة.
ولفت إلى أنه تلقى اتصالاً من أحد المستثمرين الكويتيين للمساهمة فى الصندوق لكنه رفض الافصاح عن اسم المستثمر والحصة التى ينوى الدخول بها. وبشأن تفعيل مبادرة البنك المركزى الخاصة بمساندة القطاع قال زعزوع: “ التقيت د. زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولى لمناقشة الموقف بحضور الهامى الزيات خلال الأيام الماضية، وأعتقد أنه ستكون هناك جلسة تضم الدكتور زياد وهشام رامز محافظ البنك المركزى والمالية لإعادة فتح الملف مرة أخرى للتعرف على وجهة نظر البنوك خاصة أن هناك فكراً لمساندة القطاع”.
وقال إن وزارته تعمل خارج الصندوق لدعم القطاع السياحي، وتدرس حالياً طلب الحصول على جزء من خطة الدولة لتحفيز الاقتصاد التى رصدت لها 22 مليار جنيه لدعم العمالة المؤقتة.
وأضاف أن ملف العمالة من الموضوعات التى يجرى التنسيق بشأنها مع الصندوق الاجتماعى للتنمية خاصة بالفنادق العائمة، موضحا أن الصندوق لديه دعم للعمالة المؤقتة عبر برامج تشغيل لمدة 100 يوم.
وقال وفرنا لكل من محافظتى أسوان والأقصر 3 ملايين جنيه، وسيتم تقديم الدعم لمدة عام على محورين أولها مواد تموينية تُصرف شهريا لصغار العاملين بالقطاع.
و أكد الوزير أن التعاون بين وزارته والآثار كبير فى الوقت الحالى خاصة فيما يتعلق بحملة التبرعات التى تنوى الوزارة تدشينها خلال الفترة المقبلة لاستكمال المتحف المصرى الكبير.
واضاف أن القطاع السياحى لا يميل لفرض دولار على كل سائح بشكل اجبارى لدعم بناء المتحف، واقترح أن يكون اختياريا على السائح لصالح وزارة الآثار خاصة فى ظل توقف منتج السياحة الثقافية حاليا.
ونفى الوزير ما تردد بأن شركات السياحة التركية دفعت الشركات الأجنبية لتغيير وجهاتها لمناطق أخرى بعد عزل الرئيس السابق، خاصة أن الأتراك الذين يعملون فى روسيا يمتلكون شركات السياحة وهم الأكثر تضرراً من سياسات أردوغان ومتساءل: متى غيروا وجهات الطائرات وهل تركيا فنادقها شاغرة ليتم تحويل الرحلات إليها؟.