بقلم: طه خليفة
قبل خمسة عشر عاماً من الآن، كانت الحواسب الآلية القابلة للارتداء حول معصم اليد وحقيبة الظهر النفاثة والسيارات ذاتية القيادة والطابعات ثلاثية الأبعاد وأضواء الليزر وآلات عرض الصور بالتقنية ثلاثية الأبعاد هى أبطال أفلام الخيال العلمى بينما نعيش الآن زمناً أصبح فيه الخيال العلمى حقيقة ملموسة.
وخلال فعاليات معرض “إيفا” الرائد فى مجال الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية وتطبيقات التكنولوجيا لعام 2015، جسدت الابتكارات والمعروضات والاختراعات لنا تكنولوجيا تخدم جميع نواحى حياتنا، وأطلقت أجهزة المستقبل كما شاهدناها فى أفلام الخيال العلمى، الأمر الذى يدفعنا لنفكر فى سؤال بالغ الأهمية، وهو هل تعتبر هذه الأجهزة حقاً “ذكية”؟
لابد أن تكون الأجهزة فى الوقت الراهن قادرة على الوصول وتشفير المعلومات على شبكة الإنترنت بلغة تستطيع كافة الأجهزة الأخرى قراءتها لكى نستطيع أن نطلق عليها “ذكية”، وهو ما يُعرضُنا لمفهوم “إنترنت الأشياء”.
وتعتبر “إنترنت الأشياء” من تقنيات “الخيال العلمي” الجديدة والقادمة، وهى مكونة من مليارات الأجهزة “الذكية”، التى تتراوح بين الرقاقات ضئيلة ودقيقة الحجم والأجهزة العملاقة التى تستخدم التكنولوجيا اللاسلكية لتتواصل فيما بينها، وبالنسبة لنا!
وفى رأيى ستقوم هذه البيانات المشتركة بإحداث ثورة فى عدد من الصناعات، بما فى ذلك الرعاية الصحية والبيع بالتجزئة، وسوف تعمل أيضاً على تسريع عمليات البحث العلمى وتغيير الطريقة التى نعيش بها.
وتنمو تقنيات “إنترنت الأشياء” فى العالم بوتيرة مذهلة، فكان هناك 2 مليار جهاز ينطبق عليها مفهوم “إنترنت الأشياء” فى عام 2006 وصلت إلى 15 ملياراً تقريباً بحلول عام 2020، وفقاً لشركة “آى دى سى” الرائدة فى مجال بحوث وتحليلات واستشارات التسويق.
وبالإضافة إلى ذلك، أفاد معهد “ماكينزي” العالمى و”استراتيجى أنالتيكس” المتخصصة فى مجال البحوث بأن مجموع قيمة تكنولوجيا “إنترنت الأشياء” العالمية تُقدر بـ6.2 تريليون دولار أمريكي، ويعتبر الشق الأكبر من تلك القيمة قادماً من الأجهزة المستخدمة فى مجال الرعاية الصحية بواقع 2.5 تريليون دولار أمريكى، وقطاع التصنيع بإجمالى 2.3 تريليون دولار أمريكي.
وجدير بالأهمية تصحيح الاعتقاد الخاطئ بأن الغالبية العظمى من أجهزة “إنترنت الأشياء” الذكية سترتكز على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، والواقع أن أجهزة “إنترنت الأشياء” الذكية سيتم تخصيصها للعمل فى المصانع والشركات ومجال الرعاية الصحية أيضاً، ما يؤثر فى حياة الإنسان ويؤدى إلى تغيير الطريقة التى نعيش بها. وسيؤثر مُعدل النمو، الذى ستشهده تقنية “إنترنت الأشياء” فى الشركات والمصانع والمستشفيات والحكومات، على معدل تطبيق التكنولوجيا فى الكيانات والجهات وبالتالى الدولة ككل.
وبالرغم من ذلك، ليس عليك الانتظار لتنتفع بتكنولوجيا “إنترنت الأشياء” فى شتى نواحى حياتك.
تعتبر “إنتل” إحدى شركات التكنولوجيا الرائدة فى مجال “إنترنت الأشياء” وواحدة من الجهات التى تُحدد المعايير الخاصة به بهدف توحيد مقاييس التكنولوجيا والترويج للمنصات مفتوحة المصدر التى تعتبر من أسس الإبداع والابتكار.
وتتمركز “إنتل” فى قلب صناعة “إنترنت الأشياء” كونها مُقدم حلول إنترنت الأشياء فى “سيلكون فالي” بولاية كاليفورنيا ومنها التكنولوجيات القابلة للارتداء وشبكة إيدج والحوسبة وتخزين البيانات والبُنى التحتية المخصصة للتواصل وهى الحلول اللازمة لتنفيذ حلول “إنترنت الأشياء” المبتكرة عبر صناعات متعددة.
وتروج “إنتل” للابتكار والإبداع فى مجتمع “ميكرس” أو “الصُناع” من خلال توفير أدوات مطورى برامج “إنترنت الأشياء” وتعطى بذلك الفرصة لكل شخص ليكون قادراً على تخيل واختراع أجهزته المستقبلية التى من الممكن أن تكون آلة ذكية تتابع الأطفال الرضع، وقد تكون صوبة زراعية متطورة. وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن للمرء أن يتواصل عبر الإنترنت مع الآخرين فى جميع أنحاء العالم ممن يستخدمون اختراعات مماثلة.
وفى “إنتل”، نضع ضمن أولوياتنا تمكين الصُناع وتزويدهم بعينات وإرشادات مجانية من خلال موقعنا الإلكترونى على الإنترنت لمساعدة المستخدمين فى مسارهم الابتكارى بخيارات لا تنتهي. وفى عالمنا اليوم، وفى ظل التكنولوجيا المتاحة بأسعار معقولة، إلى جانب القدر الكبير من المعرفة، فمن حق الجميع، أو واجب عليهم، الاتجاه إلى الابتكار واسترجاع أحلام طفولتهم وتحويلها إلى حقيقة.
وتلتزم “إنتل” بتذليل العقبات أمام المبتكرين المصريين الجدد، حيث تبرعت الشركة بأكثر من 300 مجموعة من لوحات إنتل جاليليو للطلاب فى 14 جامعة مصرية فى وقت سابق من هذا العام، بما فى ذلك جامعة عين شمس، والجامعة الأمريكية فى القاهرة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وجامعة أسيوط، وجامعة القاهرة، والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الألمانية فى القاهرة، ومعهد تكنولوجيا المعلومات، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة النيل، وجامعة العلوم والتكنولوجيا (مدينة زويل). ويأتى ذلك كجزء من المبادرة التى أطلقناها فى جميع أنحاء العالم وقدمنا من خلالها 50 ألف لوحة إنتل جاليليو للجامعات فى مختلف أنحاء العالم.








