لجأ بعض مستوردى حبوب القهوة إلى تغير مناشئ استيراد البن، بعد موجات الصقيع التى ضربت بعض الدول المنتجة وأفقدتها نحو 25% من المحصول ما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية، ما دفع للاتجاه نحو إفريقيا بحثاً عن الاستفادة من انخفاض الأسعار وجودة المحاصيل.
ويرى البعض أن حملات المقاطعة على الشركات والعلامات التجارية فى أعقاب أحداث غزة، أدت إلى ارتفاع مبيعات المنتج المحلى وأثرت على تراجع واردات البن الخام من مناشئ الدول الداعمة للكيان الصهيونى.
نظمى: حملات المقاطعة فرضت ضرورة تغيير مناشئ استيراد البن
قال محمد نظمى، نائب رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، إن التغيرات المناخية التى طرأت على بعض الدول المنتجة لحبوب القهوة أدت إلى ارتفاع أسعار الخام عالميًا، ومن ثم أدت إلى ضرورة تغيير مناشئ الاستيراد لبعض الدول ومن بينها مصر، حيث ظهر مستوردون جدد يعتمدون على دول إفريقيا فى استيراد الخامات.
لفت إلى أن حملات المقاطعة المنتشرة على السوشيال ميديا، أثرت على تراجع واردات البن من بعض الدول الأوروبية، متوقعًا أن تزداد حدة المقاطعة خلال الفترة المقبلة.
أشار إلى أن التغيرات المناخية وارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق الموازى أدى إلى ارتفاع أسعار البن لمستويات قياسية، حيث شهد سعر كيلو حبوب القهوة البرازيلية الخضراء ارتفاعاً من 60 جنيهًا إلى 165 جنيهًا فى أقل من عامين.
أوضح، أن سعر كيلو البن الكولومبى سجل نحو 450 جنيها، بزيادة قدرها نحو 35% خلال عام، نتيجة نقص المعروض فى بلد المنشأ، بينما سعر البن الإندونيسى سجل نحو 160 جنيهًا للكيلو.
لفت إلى أن أسعار البن ارتفعت بنحو 70% منذ بداية العام، نتيجة صعود أسعار الخامة عالميًا وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
كشف نظمى، أن واردات مصر من البن لم تتغير مقارنة بالعام الماضى، ولكن شهد السوق دخول لاعبين جدد، بعدما كان القطاع يعتمد على 5 تجار كبار يأخذون من مستوردين ويوزعون الكميات على صغار المستوردين.
أشار إلى أن حبوب البن التى تستورد من إفريقيا جودتها مرتفعة وعليها طلب كبير فى السوق المحلية، ومنخفضة السعر عن نظيراتها من الدول الأوروبية.
وشهدت أسعار القهوة ارتفاعات كبيرة فى أسعارها خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد حيث يتم الاعتماد على استيراد القهوة من الخارج بصورة كبيرة وبنسبة تصل إلى 70 طن قهوة سنويا ومن دول أبرزها البرازيل والهند، وفقا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
العراقى: موجات الصقيع صعدت بأسعار الخام 70% فى بعض الدول
قال حمادة العراقى، أحد مستوردى البن، إن أسعار البن ارتفعت بنسب تتراوح بين 30 و70% فى بعض المناشئ منذ بداية العام، نتيجة موجة الصقيع التى ضربت بعض الدول المنتجة وعلى رأسها البرازيل أكبر منتج لحبوب القهوة، إذ تستحوذ وحدها على نحو 40% من الإنتاج العالمى، وما حدث بها من تغيرات مناخية أثرت على المحصول.
أضاف لـ”البورصة” أن إرتفاع الأسعار فى بعض الدول مثل البرازيل وإندونسيا دفع بعض المستوردين للتوجه نحو أفريقيا لاستيراد البن الحبشى و الأوغندى والكينى وغيرها، نظرًا لانخفاض أسعار الخام بتلك الدول.
تابع: أدى ارتفاع الأسعار العالمية ونقص الدولار إلى تقليص بعض الشركات من وارداتها والاعتماد على موردين محليين فى سد تلك الفجوة، وهناك شركات تشترى البن السائب من مطاحن وتعبئه تحت مسمى علامتها التجارية، وأخرى خفضت طاقاتها الإنتاجية نظرًا بعد صعود الأسعار لمستويات قياسية.
أحمد: 1500 دولار ارتفاعاً فى طن البن خلال عام
قال السيد أبو أحمد، مستورد حبوب بن برازيلى اندونيسى، إن أسعار البن ارتفعت بنحو 1500 دولار للطن خلال عام.
أضاف لـ”البورصة”، أن تغير المناخ فى إندونيسيا والبرازيل أحد أبرز العوامل التى أدت إلى هدر وفاقد كبير فى المحصول، حتى وصلت نسبة العجز إلى 25% مقارنة بالعام الماضى.
لفت إلى أن أسعار حبوب البن الإندونيسى سجلت 3300 دولار، مقارنة بـ 1800 دولار للطن، بينما البرازيلى 3700 دولار مقابل 1900 دولار للطن خلال عام.
عادل: حملات المقاطعة دعمت مبيعات المنتج المحلى
وقال عمرو عادل، مدير التسويق بشركة بايند إيجيبت لتصنيع القهوة، إن الشركة لا تعتزم المشاركة فى معرض فوود أفريكا خلال دورته القادمة فى ديسمبر، مضيفاً أن الشركة تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية بنحو 15 ألف طن شهريا.
لفت إلى أن حملات المقاطعة دعمت مبيعات المنتج المحلى منذ بدء إطلاقها، حيث ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 30% خلال شهر فقط.
أوضح أن أسعار البن الإفريقى منخفضة، ولكن لا يمكن الاستغناء عن المناشئ الأخرى مثل أمريكا اللاتينية واليمن والهند وإندونيسيا والبرازيل حيث أن خامات تلك الدول تدخل بنسب فى توليفة البن.