واصلت البنوك تحقيق أرباح قياسية خلال الربع الأول من العام الحالى، بدعم من تحريك سعر الصرف ورفع الفائدة، لكن مع تزايد التوقعات بأن تكون الفائدة قد بلغت ذروتها فكيف تستعد لمرحلة الخفض.
ورفع البنك المركزى أسعار الفائدة 6% دفعة واحدة فى مارس الماضى قبل تحرير سعر الصرف الذى أدى لارتفاع قيمة الدولار من 30.9 جنيه قبل التعويم إلى نحو 48 جنيهًا فى الوقت الحالى.
وقال مدير قطاع الخزانة فى أحد البنوك العامة إن البنوك فى الوقت الحالى تحاول الاستثمار فى سندات الخزانة الأطول أجلًا لضمان الحصول على العائد المرتفع لفترة أطول، لكن يظل ضعف قبول المالية للعطاءات عائقا نسبيا.
أضاف أنها تسعى أيضًا لتقديم عوائد مرتفعة تساعدها فى الحفاظ على حصتها السوقية لكن عبر الأوعية المرنة للتغير فى أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن ذلك يشمل حسابات التوفير والحسابات الجارية، وكذلك الشهادات متغيرة العائدة.
اقرأ أيضا: كيف يختار الأفراد الوعاء الادخارى الأنسب لهم؟
وتوقع أن تبدأ البنوك فى خفض الشهادات مرتفعة العائد خلال شهر أو اثنين على الأكثر بمجرد تراجع التضخم لمستويات أقل من 30%.
ويتوقع بنك ستاندرد تشارترد وصول التضخم السنوى فى مصر إلى 29.8% فى مايو المقبل، وأن يسجل قرب 25% بنهاية العام على أن يصل إلى 15% بنهاية العام المقبل.
وقال البنك المركزى إن التضخم قد بلغ ذروته بالفعل وفى اتجاهه للانخفاض.
بدرة: التوازن بين الإقراض وسندات الخزانة سبيل البنوك للحفاظ على ربحيتها
ويرى مصطفى بدرة، الخبير المصرفي، أن البنوك عليها أن تحقق توازنا بين توظيفاتها فى الإقراض والتوظيف فى الأذون والسندات، للحفاظ على ربحيتها فى مرحلة خفض الفائدة.
أوضح أن البنوك بتوسعها فى الإقراض خاصة مع استقرار الأوضاع الاقتصادية ستسطيع تحقيق مكاسب أكبر على مدى المتوسط والطويل.
وقال أحمد شوقي، خبير المصرفى، إن البنوك بحاجة لاستبعاد الأرباح الاستثنائية، لتحديد معدلات النمو الربحية الحقيقية التي أسهم البنك نفسه في تحقيقها من خلال نشاطه الفردي وليس من خلال عوامل عامة على القطاع.
وتوقع أن تبدأ وتيرة نمو الأرباح على أساس فصلى فى التباطؤ مع تثبيت البنك المركزى لأسعار الفائدة، نتيجة لغياب العوامل التي أسهمت في تحقيق ذلك القفزة خاصة حال انخفض سعر الصرف فى النهاية العام عما كان عليه فى مارس.
اقرأ أيضا: «المركزى» يعدل شروط قيد وشطب مراقبى الحسابات
وساهم ارتفاع أسعار الفائدة وتخفيض قيمة العملة مارس الماضى فى ارتفاع أرباح البنك التجارى الدولى بأكثر من 97%، بحسب تصريحات أدلى بها لقناة العربية هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة البنك.
وارتفعت أسعار الفائدة 8% خلال الربع الأول من العام الجارى، لتصل إلى 27.25%، و28.25% على الإيداع والإقراض على التوالى.
وقال عز العرب، إن تعديل الأرقام من الجنيه إلى الدولار بتاريخ الإعلان عنها، يظهر نمو الأرباح 29% بالدولار خلال الربع الأول من 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. وجاءت النتائج أفضل من توقعات المحللين البالغة 8.6 مليار جنيه.
وأضاف أن الإيرادات المستدامة للبنك زادت 35%، مع استبعاد الإيرادات الاستثنائية للمتاجرة، وكذلك تأثير تغير سعر الصرف.
وارتفع صافى ربح العمليات بالعملة الأجنبية إلى 16.3 مليار جنيه مقابل 1.52 مليار جنيه فى الفترة نفسها من العام الماضى، ما قفز بصافى دخل المتاجرة إلى 16.3 مليار جنيه مقابل 1.9 مليار جنيه فى الربع الأول من 2023.
كما حقق بنك قناة السويس معدل نمو في صافي أرباحه خلال الربع الأول 2024، بنسبة تُقارب 144%، بقيمة تجاوزت 611 مليون جنيه، مقابل 251 مليون جنيه بالربع الأول 2023.
وسجل بنك ABC – مصر معدل ارتفاع في صافى أرباحه 73%، بقيمة 560 مليون جنيه خلال الربع الأول من عام 2024، مقابل 324 مليون جنيه خلال نظيره من 2023.
وشهد بنك فيصل الإسلامي نموًا متسارعا في أرباحه بمعدل يقارب من 180%، على أساس سنوي، محقق أرباح بقيمة 6 مليارات جنيه، خلال الربع الأول 2024، مقابل 2.145 مليار جنيه خلال الفترة 2023.
وارتفع صافى ربح الإمارات دبي الوطني، نحو 13.3%إلى 1.1 مليار جنيه، خلال الربع الماضي 2024، مقابل 964.3 مليون جنيه، في الربع الأول 2023، بمعدل زيادة 13.3%، على أساس سنوي.
فيما زادت أرباح بنك البركة، خلال الفترة، بمعدل 24%، على أساس سنوي، لتبلغ قيمتها 553.3 مليون جنيه، مقابل 445.7 مليون جنيه.