رغم النمو المستمر لسوق الذهب فى مصر وارتفاع الأسعار المدعوم بالطلب المرتفع، إلا أن هناك فجوة واضحة بين حجم الطلب على الذهب والطلب على صناديق الاستثمار فى الذهب المتاحة بالسوق المصرى.
ويعتبر الذهب ملاذًا آمنًا خلال الأزمات الاقتصادية وتقلبات الأسواق، حيث شهدت أسعار الذهب قفزات قوية محليًا وعالميًا بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية وزيادة التوترات الجيوسياسية.
وتوفر صناديق الذهب آلية جزئية للاستثمار فى الذهب بعيدًا عن القفزات القياسية فى سوق الذهب الأساسى، والتى عادةً ما تأتى مدفوعة بزيادة الطلب على المعدن الأصفر.
وشهدت السوق المصرية إطلاق 3 صناديق استثمار بالذهب أولها صندوق “أزيموت جولد”، ثم صندوق “بلتون سبائك”، بالإضافة إلى صندوق آخر أطلقته شركته الأهلى لإدارة الاستثمارات المالية، إلا أن حجم تلك الصناديق لا يعكس النمو الذى يشهده استثمار الأفراد فى سوق الذهب.
قال أحمد أبوالسعد، المدير التنفيذى لشركة أزيموت مصر لإدارة الأصول، إن صناديق الذهب فكرة حديثة فى السوق المصرى وسوف تستغرق بعض الوقت لتسهيل استيعابها.
أضاف أبوالسعد، أن صناديق الاستثمار فى الذهب توفر ميزة للمستثمرين عبر الاكتتاب السهل والتسييل الفورى والاستثمار الجزئى فى الذهب بشكل آمن.
أوضح أن حجم صندوق الذهب “أزيموت جولد” يقدر بنحو مليار جنيه حاليًا مع تحقيقه عوائد قوية لمستثمريه، حيث وصل عدد المتعاملين فى الصندوق أكثر من 140 ألف عميل، وذلك على الرغم من صعوبة تغيير ثقافات الأفراد حول طريقة الاستثمار فى الذهب.
وتهدف الصناديق إلى توفير بيئة استثمارية آمنة وفرص ادخارية متنوعة تلبى احتياجات مختلف فئات المجتمع، كما أنها تتيح للمستثمرين شراء وثائق تُستخدم للاستثمار فى الذهب عبر البنوك والشركات المرخصة.
وقال مجلس الذهب العالمى، إن حجم التداول اليومى فى أسواق الذهب العالمية بلغ فى المتوسط 259 مليار دولار خلال شهر سبتمبر الماضى، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 7% مقارنة بالشهر السابق.
أضاف أن صناديق الاستثمار المتداولة فى الذهب شهدت تدفقات إيجابية للشهر الخامس على التوالى، حيث اجتذبت 1.4 مليار دولار فى شهر سبتمبر وحده، ما نتج عنه زيادة فى الحيازات الجماعية بمقدار 18 طنًا لتصل إلى 3200 طن.
وأوضح المجلس، أن صناديق الذهب العالمية عوضت خسائرها منذ بداية العام، محققة تدفقات صافية بقيمة 389 مليون دولار، كما ارتفعت قيمة الأصول العالمية المدارة بنسبة 5% لتصل إلى 271 مليار دولار.
حسن: أتعاب الاستثمار فى صناديق الذهب أعلى من الاستثمار بالسوق الأساسى
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات، إن سبب التباين بين حجم الطلب على الذهب فى السوق الأساسى وحجم الطلب على وثائق صناديق الاستثمار بالذهب يرجع إلى غياب الوعى بأهمية الصناديق الاستثمارية فى الذهب كأداة مالية مهمة.
وتابع حسن: “حتى المستثمر الذى لديه وعى بتلك الصناديق يرى أن أتعاب الاستثمار فى تلك الصناديق أعلى من أتعاب الاستثمار فى الذهب نفسه”.
أضاف أن الفئة الأكبر داخل تلك الصناديق كانت ممن يريدون الاستثمار فى الذهب ولكن لا يمتلكون السيولة الكافية لشراء ذهب فعلى أو سبائك ذهبية.
وأشار إلى أنه عندما تنمو أحجام تلك الصناديق ومن ثم ترتفع المنافسة ستنخفض الأتعاب وستصبح أقل من أتعاب الاستثمار فى الذهب بالسوق الأساسى.
وقال إن الصناديق الموجودة حاليًا شهدت إقبالًا جيدًا وحققت الغرض منها، وتوقع أن تكون بداية مشجعة لإطلاق صناديق ذهب أخرى، مضيفًا أنه يجب زيادة الحملات الدعائية لتوعية المستثمرين بتلك الصناديق.
ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمى، تراجع حجم مشتريات المصريين من الذهب خلال الربع الثالث من عام 2024 ليصل إلى 10.4 طن، منخفضاً بنسبة 17% عن الربع الثالث من عام 2023 الذى سجل مشتريات إجمالية 12.6 طن، كما تراجعت مشتريات الربع الثالث مقارنة بمشتريات الربع الثانى من العام الجارى بنسبة 38.5%، حيث سجل الربع الثانى مشتريات بإجمالى 14.4 طن ذهب.
وجدى: عدد الصناديق لا يتناسب مع حجم الطلب.. ونحتاج لتوعية وترويج أكبر
وقالت حنان وجدى، رئيس إدارة تطوير الأعمال بشركة الأهلى لإدارة الاستثمارات المالية، إن عدد صناديق الذهب لا يتناسب مع حجم الطلب على الذهب فى مصر لأن الأمر يحتاج لتوعية وترويج أكبر بالنسبة للشركات العاملة والمستثمرين.
أضاف وجدى، أن المستثمرين يحتاجون إلى تغيير نظرتهم بخصوص اقتناء الذهب بشكل عينى فى المنازل، والتحول إلى شراء وثيقة مالية لتقليل المخاطر مع إمكانية بيعها فى أى وقت من خلال الشركات المتداولة فى الذهب والمعادن النفيسة بشكل معتمد وآمن.