قال وليد حسونة، العضو المنتدب لشركة فاليو للتمويل الاستهلاكي، إن سوق التمويل الاستهلاكي في مصر يشهد طفرة غير مسبوقة، متوقعًا أن يتجاوز حجم التمويلات 100 مليار جنيه خلال عام 2025 بنمو يصل إلى 60% عن العام السابق، مدعومًا بتعاون وثيق بين شركات الفنتك والبنوك العاملة في السوق المحلية.
وأوضح حسونة، أن العلاقة بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية في مصر قائمة على الشراكة وليس المنافسة، على عكس أسواق أخرى تشهد صراعًا مباشرًا بين الطرفين، مشيرًا إلى أن البنوك المحلية أصبحت من أبرز الممولين لأنشطة شركات التمويل الاستهلاكي.
وكشف أن شركته تقترض نحو 12 مليار جنيه من البنوك المصرية، وفي مقدمتها البنك الأهلي المصري، لإعادة ضخها في السوق عبر تمويلات موجهة للعملاء، مضيفًا: “نحن نعمل كتاجر جملة للبنوك، نعيد توجيه التمويل إلى شرائح جديدة من العملاء، خصوصًا فئة غير الحاصلين على تسهيلات ائتمانية من قبل”.
وأشار إلى أن قانون التمويل الاستهلاكي الصادر في عام 2020 أسهم في تنظيم القطاع بعد فترة من العمل خارج الإطار التشريعي، لافتًا إلى أن عدد الشركات العاملة في السوق بلغ 48 شركة حاليًا، وجميعها تعمل بالتنسيق مع البنوك.
وأضاف أن شركات التمويل الاستهلاكي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا المالية في منح الائتمان وإدارة المخاطر، موضحًا أن فاليو تطبق نماذج بديلة لتقييم الجدارة الائتمانية من خلال تحليل البيانات واستنتاج الدخل الفعلي للعملاء، بما يتيح منح التمويل بشكل أسرع وأكثر دقة.
وأكد حسونة أن سوق الدين في مصر من أكثر الأسواق تطورًا في المنطقة، حيث يتجاوز حجم إصدارات التوريق سنويًا 30 إلى 35 مليار جنيه، بعد استبعاد الإصدارات الحكومية، مشيرًا إلى أن البنوك المصرية نفسها هي المستثمر الرئيسي في تلك السندات، ما يعكس تكامل العلاقة بين القطاعين المصرفي والتمويلي.
وأشار إلى أن شركات التمويل الاستهلاكي في مصر نجحت في بناء نموذج متكامل يربط بين الفنتك، البنوك، وأسواق الدين، وهو ما ساهم في توسيع قاعدة التمويل وتحقيق الشمول المالي، مضيفًا أن دخول البنوك في تأسيس شركات متخصصة مثل “سهولة” التابعة لبنك مصر و”لاين” التابعة لبنك كاف، دليل على عمق هذا التكامل.
وتابع أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في الخدمات المصرفية الرقمية، مع بدء إصدار الرخص للبنوك الرقمية مثل بنك “وان” التابع لبنك مصر، وبنك الأهلي، وبنك CIB، مؤكدًا أن التحول نحو رقمنة البنوك يمثل المستقبل الحقيقي للقطاع المالي المصري.
وأكد حسونة على أن القطاع المصري منفتح على التجربة والابتكار أكثر من أسواق المنطقة، مشيرًا إلى أن نجاح شركات مثل فوري وفاليو في خلق نماذج أعمال جديدة تحت مظلة تنظيمية فعالة يعكس تطور السوق المحلي، مؤكدًا أن البيئة التنظيمية والدعم المصرفي جعلا مصر مركزًا متقدمًا في مجال الفنتك والتمويل الاستهلاكي بالمنطقة.








