قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد، الممثل الإقليمى لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا فى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن استضافة مصر نحو 10 ملايين وافد من أبناء الدول المجاورة غير المستقرة، رفع فاتورة الغذاء، وضاعف الأعباء الاقتصادية بشكل ملحوظ.
أضاف فى حوار لـ«البورصة»، أن النزاعات فى المنطقة العربية، ومنطقة باب المندب، أثرت بشكل كبير على سلاسل الإمداد والأمن الغذائى، ما يتطلب حلولاً غير تقليدية للتعامل مع التحديات المتزايدة.
أوضح «الواعر»، أن العالم يعتمد بشكل مباشر فى إيرادات الغذاء الأساسية على ممرات معروفة عبر السنين، تسمى «ممرات الغذاء» لتوريده إلى باقى دول العالم.
وتأتى هذه الممرات من الأمريكتين، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا فى الشمال، والبرازيل، والأرجنتين فى الجنوب.
كما تأتى من الصين والهند فى آسيا، وروسيا وأوكرانيا ودول منطقة البحر الأسود فى أوروبا، بجانب الممر الأسترالى.
أما المنطقة العربية والأفريقية فلا تزال تفتقر إلى إنشاء وتأسيس ممرات غذائية، تمكنها من إنتاج ونقل الغذاء بشكل أساسى ومستدام بعيداً عن الاضطرابات والأحداث التى تؤثر على سلاسل التوريد.
لفت «الواعر»، إلى أن أبرز التحديات التى تواجه القطاع الزراعى، تتمثل فى التغيرات المناخية الحادة التى باتت تظهر فى موجات جفاف وفيضانات متلاحقة، وندرة الموارد المائية اللازمة للرى، إضافة إلى الزيادة السكانية التى تشكل تحدياً آخر، وترفع الطلب على الغذاء والماء فى ظل محدودية الموارد.
وأوضح أن العالم اليوم يعتمد بشكل أساسى فى غذائه على ثلاث حبوب رئيسية هى الأرز والقمح والذرة؛ إذ تشكل مصدراً رئيسياً للطاقة والكربوهيدرات، مشيراً إلى أن 50% من سكان العالم يستهلكون الأرز باعتباره المصدر الأساسى للطاقة، ما يجعله من أهم الحبوب عالمياً.
أكد «الواعر»، أن منظمة «فاو» تسعى بشكل محورى للمساعدة فى معالجة تحديات الندرة والإجهاد المائى بالمنطقة، عبر ابتكارات متنوعة تهدف إلى ترشيد استخدام المياه والحفاظ على الموارد المائية.
وأشار إلى وجود فجوة تمويلية فى قطاع المياه، وهى تمثل العقبة الأولى أمام التقدم فى مواجهة تحديات الموارد المائية، مشيراً إلى أن 58% من الدول تظهر كفاءات منخفضة فى استخدام المياه، خصوصاً الدول التى تعتمد على الزراعة.
أضاف أن مستويات الإجهاد المائى ارتفعت منذ عام 2015؛ إذ وصلت فى أفريقيا إلى نحو 120%، ما يعكس أن المنطقة باتت فى قلب أزمة ندرة المياه، وهو ما دفع «الفاو» نحو الإسراع فى تبنى حلول مبتكرة مثل تحلية المياه وإعادة استخدامها.
قال «الواعر»، إن الزراعة تعد أكثر القطاعات تسبباً فى الندرة المائية، وفى الوقت نفسه الأكثر تأثراً بها، ما يتطلب إعادة تصميم آليات تمويل قطاع المياه لجذب الاستثمارات وتعزيز الحوكمة، بما يضمن التعاون والتنسيق بين القطاعات المختلفة.
وكشف أن ما بين 70 و80% من غذاء العالم لا يزال ينتج من صغار المزارعين، وهم فئة هشة تفتقر إلى الموارد الكافية للتطوير، وتتأثر سريعاً بالتغيرات المناخية وشح المياه، مشيراً إلى أن هذه الفئة بحاجة إلى دعم كبير ليس فقط فى المدخلات الزراعية، بل أيضاً فى بناء القدرات للتحول إلى الزراعة الذكية مناخياً والزراعة الحديثة ذات الكفاءة العالية فى الإنتاج مع قلة الموارد.
أضاف أن جانب الثروة الحيوانية يشكل عنصراً مهماً فى منظومة الأمن الغذائى؛ إذ تعتمد على الذرة كعلف رئيسى، ولا يمكن دعم هذه الثروة بشكل مستدام فى ظل محدودية الأراضى وندرة المياه دون استيراد كميات كبيرة من الذرة لدعم القطاع الحيوانى.








