عززت التغيرات المناخية التى ضربت كبرى الدول المنتجة والمصدرة للفراولة، الطلب العالمى على الفراولة المصرية، وحفزت صادراتها لتحقيق 94% نمواً منذ بداية العام الحالى.
قالت شهيرة فؤاد، رئيس شركة أورينتال ميجا جروب لتصدير الحاصلات الزراعية، إنَّ التغيرات المناخية التى أثرت على المحصول فى أوروبا وتحديداً فى بولندا وإسبانيا، هى أحد أبرز الأسباب وراء النمو القياسى الذى شهدته صادرات الفراولة.
أضافت لـ«البورصة»، أن أجور الأيدى العاملة هناك ارتفعت إلى مستويات كبيرة، ما أثر على ارتفاع التكلفة النهائية، قائلة: «بعض المزارعين فى بولندا كتبوا لافتات عليها احصد معى وخذ نصف ثمن المحصول.. ورغم ذلك لم تتوافر الأيدى العاملة بالشكل الكافى».
لفتت «فؤاد»، إلى أن الصين وتركيا بدأتا فى التعاقد على كميات كبيرة من مصر، ثم تعيدان تصديرها إلى دول أخرى.
وأشارت إلى أن بعض الشركات الصينية دخلت السوق مؤخراً، واستثمرت فى مجال التصنيع الزراعى والمجمدات، وبدأت تصدير كميات كبيرة من مصر بدعم من وجود وسائل تبريد وتعبئة وتغليف جيدة، وهى المواصفات التى تطلبها الأسواق الخارجية.
وأوضحت أن اتفاقية «الميركوسور»، أفادت المنتجات المصرية بشكل جيد، وعززت تنافسية المنتج مع بعض الدول مثل الصين التى ترتفع فيها الرسوم بشكل كبير للغاية.
ولفتت إلى أن كبرى الدول المنتجة تحولت إلى مستوردة، ومنها إسبانيا التى حولت دفتها لاستيراد الثوم والفراولة من مصر.
«المهدى»: أتوقع تحقيق مليار دولار عائدات بنهاية العام الحالى
وتوقع عماد المهدى، المدير التنفيذى لشركة الفيروز للاستثمار الزراعى، عضو الاتحاد العام لمنتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، أن تواصل صادرات الفراولة المجمدة، نموها حتى نهاية العام الحالى بالمعدلات نفسها التى حققتها خلال الأشهر السبعة الأولى، لتحتل المركز الأول عالمياً فى صادرات الفراولة المجمدة للعام الرابع على التوالى.
أضاف لـ«البورصة»، أن العوائد مرشحة للوصول إلى مليار دولار بنهاية ديسمبر المقبل، بعدما حققت نمواً تجاوز 100% فى القيمة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى، مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
أرجع «المهدى»، ارتفاع معدلات النمو التى شهدتها صادرات الفراولة المجمدة إلى جودة المنتج مقارنة بالدول الأخرى، وارتفاع وعى المزارعين والالتزام بالإرشادات لإنتاج منتج مطابق للمواصفات العالمية، ما أدى لتوسع الفراولة المصرية فى الأسواق الخارجية، وفتح أسواق جديدة مثل السوقين الكندى والبرازيلى.
وأشار إلى أن آسيا والصين على وجه الخصوص، ودول الاتحاد الأوروبى وأمريكا، من أبرز مستوردى الفراولة المجمدة المصرية.
ولفت إلى أن ارتفاع التنافسية السعرية للفراولة المصرية، يعود إلى انخفاض تكلفة الإنتاج محلياً؛ نظراً إلى توافر الأيدى العاملة وانخفاض الأجور، بجانب توافر مصادر المياه والظروف المناخية الملائمة بخلاف الدول التى أثرت عليها التغيرات المناخية وضربت محصولها.
واقترح توفير المبيدات الحيوية للمزارعين بشكل أوسع للاستغناء عن الكيماويات والمبيدات ذات الأسعار المرتفعة، والتى ترهق كاهل المزارع وتؤثر على التكاليف.
أشار «المهدى»، إلى أن التوسع فى خطوط الرورو سيقلص التكاليف التى تحمل على سعر السلعة، وتحديداً مع ارتفاع أسعار الشحن الجوى. كما سيحافظ على الورقيات والمنتجات الحساسة التى لا تتحمل ظروف الشحن الصعبة مثل العنب والفراولة وغيرهما.
وطالب الحكومة بالتصدى للإتاوات التى تفرضها «إيكلاند» الأمريكية على صادرات الفراولة المجمدة، لافتاً إلى أنه حال توجيه تلك الإتاوات لدعم المصدرين ستنطلق الصادرات بقوة وسترتفع المساحات المنزرعة.
وحصلت الشركة الأمريكية على «إتاوات» تناهز 25 مليون دولار العام الماضى، مقارنة بنحو 18 مليون دولار خلال 2023، بنسبة زيادة 39% تقريباً، وفقاً لعضو المجلس النوعى للفراولة، محمد الجوهرى فى تصريحات سابقة لـ«البورصة».
واحتلت مصر المركز الأول عالمياً فى تصدير الفراولة المجمدة عام 2024؛ إذ بلغ حجم صادراتها 353 ألف طن بقيمة 383 مليون دولار، مستحوذة على حصة سوقية بلغت 27% من السوق العالمى.
وأسهم فى هذا التفوق، التوسع فى زراعة أصناف مخصصة للتصدير، وتحسين جودة المنتج، وتطوير سلاسل الإمداد والتعبئة وفقاً لأحدث النظم العالمية.
كما احتلت الفراولة المركز الأول عالمياً فى التصدير إلى السوق الألمانى، والمركز الثانى فى تصدير الخرشوف المحفوظ.
«الضوى»: 250 مليون دولار زيادة فى الصادرات خلال 7 أشهر
وقال تميم الضوى، نائب المدير التنفيذى للمجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إن صادرات الفراولة المجمدة المصرية استحوذت عام 2024 على 27% من إجمالى صادرات الفراولة عالمياً.
أضاف لـ«البورصة» أن صادرات الفراولة المجمدة سجلت نحو 517 مليون دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بزيادة 250 مليون دولار على الفترة المقابلة من العام الماضى.
وتوقع «الضوى»، أن تصل صادرات الفراولة المجمدة إلى 700 مليون دولار بنهاية 2025، موضحاً أن الفراولة أحد أبرز المنتجات التى قادت نمو صادرات الصناعات الغذائية لتسجل 4.03 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالى.
وأشار إلى أن الصناعات الغذائية المصرية احتلت عام 2024 المركز الثالث فى قائمة الصادرات غير البترولية، بقيمة بلغت 6.1 مليار دولار وبنسبة نمو وصلت إلى 22%، ومثلت 14% من إجمالى الصادرات المصرية غير البترولية.
أكد «الضوى»، أن الدول العربية تستحوذ على النصيب الأكبر بنسبة 47% من إجمالى الصادرات، يليها الاتحاد الأوروبى بنسبة 21%، ثم الدول الأفريقية غير العربية وأمريكا بنسبة 7% لكل منهما.
كما شهد السوق الأمريكى نمواً لافتاً بنسبة 47%، ليصبح ثانى أكبر سوق للأغذية المصرية المصنعة بعد السعودية.








